السؤال
حديث:
إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم ، وحامل القرآن ؛ غير الغالي فيه، ولا الجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط.
ذكر لي أحد الأخوة بأن كلمة (إكرام) لا تصلح بالضمة، والصحيح أنها بالفتحة، ويقول: لا يوجد حديث بهذا اللفظ، وكلمة (إكرام) بالضمة. ما قولكم في هذا؟
وهل يوجد أحاديث متشابهة في اللفظ، وتختلف في الحركات؟ وهل تكون صحيحة؟
أفيدونا بارك الله فيكم.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالحديث أخرجه البخاري في الأدب المفرد، وأبو داود، والبيهقي في الكبرى، والشعب، بلفظ: "إن من إجلال الله: إكرام.."
فإكرام: اسم إن منصوب بالفتح، كما ذكر صاحبك.
ولكن الحديث رواه ابن أبي شيبة، والطبراني في الأوسط، بلفظ: "من إجلال الله إكرام..."
فإكرام: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضم.
فالاختلاف في الحركات تابع للاختلاف في الإعراب، كما رأيت، فقد تكون الألفاظ متقاربة، وتختلف الحركات تبعا لتغير الإعراب، كما في الحديث المذكور، وقد يروى الحديث ويحتمل أكثر من احتمال في الإعراب، ودائما ما ينبه شراح الحديث على هذا، وقد اختصت بعض الكتب بإعراب الأحاديث، فانظر على سبيل المثال: إعراب ما يشكل من ألفاظ الحديث النبوي، لأبي البقاء عبد الله بن الحسين بن عبد الله العكبري البغدادي، عقود الزبرجد على مسند الإمام أحمد في إعراب الحديث، للسيوطي.
والله أعلم.