السؤال
أعتذر منكم مرة أخرى على كثرة أسئلتي المتعلقة بقانون الجذب، ولكنني لم أجد ضالتي في الفتاوى التي أعطيتموني أرقامها، وهي: 247279، 239059 لأنني لا أقرأ كتب قانون الجذب، ولا أمارس نصائح مروجيه، ولكني لست متأكدا من بطلانه، ولدي ظن أنه موجود، فهل أنا مذنب، ويجب علي التأكد التام من عدم وجوده؟
بصيغة أخرى: هل هناك مشكلة في ظني بوجوده، حتى ولو كنت قد قررت عدم قراءة كتبه، ولا تطبيق شيء منه؟ علما أنني لست مصدقا بالفلسفات التي تنكر القدر، وتدعي أن الكون هو من يجلب الخير والشر، فقط أظن أن الأفكار تصبح وقائع، وأنا أشك، ولست متأكدا.
وشكرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق بيان أن قانون الجذب المذكور يتعارض مع العقيدة الإسلامية، وأنه ذو جذور فلسفية عقدية فاسدة، وهناك بحوث حوله في مجلة البيان نقلت علاقته بالسحر والعقائد الوثنية، فراجع العدد 309 من مجلة البيان.
كما يمكن التوسع في معرفة بطلان هذا القانون، وتعارضه الكامل مع عقيدتنا، وأنه لا يعدو حديث خرافة، من خلال الاطلاع على رسالة الشيخ/ عبد الله بن صالح العجيري (خرافة السر: قراءة تحليلية لكتاب: السر وقانون الجذب)، وتجد نسخة مصورة منه على الإنترنت.
وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 103455، 94724، 95571.
ولعلك -إن شاء الله- إذا قرأت البحوث التي أحلناك عليها، ورسالة الشيخ/ العجيري، تتيقن من عدم وجوده، ويذهب عنك هذا الظن. والمؤمن الصادق إذا التبس عليه أمر من الناحية الشرعية، فالواجب عليه: الرجوع إلى أهل العلم، وسؤالهم امتثالا لقول الله تعالى: فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون {النحل:43}، وإن طلب منهم الدليل الشرعي، والبرهان العقلي على أقوالهم، فذلك حسن، فإن تبين الحق اعتقده، وعمل به، قال الله تعالى: إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون {النور:51}، فإن أعرض عنه إلى خرافات وتخيلات قام الدليل الشرعي على بطلانها، فهو مذنب مسيء غاية الإساءة.
هذا؛ ويفهم من أسئلتك أنك مبتلى بالوسوسة، فننصحك أن تعرض عن هذه الوساوس، ولا تلتفت إليها، وأن تدفع كل ما من شأنه أن يضعف الإيمان، وقد سئل ابن حجر الهيتمي عن داء الوسوسة، هل له دواء؟ فأجاب: له دواء نافع، وهو: الإعراض عنها جملة -وإن كان في النفس من التردد ما كان- فإنه متى لم يلتفت لذلك لم يثبت، بل يذهب بعد زمن قليل، كما جرب ذلك الموفقون، وأما من أصغى إليها، وعمل بقضيتها، فإنها لا تزال تزداد به حتى تخرجه إلى حيز المجانين؛ بل وأقبح منهم. انتهى.
وللفائدة يرجى مراجعة هاتين الفتويين: 3086، 51601.
والله أعلم.