السؤال
السلام عليكم.. هل يؤاخذنا الله سبحانه و تعالى عن كراهيتنا لشخص معين دون إظهار ذلك له أو لغيره و كذللك دون إيذائه مع العلم انه تسبب في ايذائى فى الماضى و لم يتلق منى أي لوم وبيني و بين نفسي الآن أتمنى أن يتلقى عقابا من الله سيحانه و تعالى فهل ذللك حرام أم لا علما بأن هذا الشخص كان أذاه لي نفسيا و تسبب فى اكتائبى لفترة لا بأس بها...أفيدونى أفادكم الله .
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فيجب على المسلم أن يحب لله تعالى ويبغض لله تعالى وأن يغضب لله تعالى ويرضى لله تعالى وذلك من أقوى عرى الأيمان.
ولا ينبغي أن يكون ذلك لمجرد الهوى والانتصار للنفس إذا ظلم بل ينبغي له أن يعفو ويصفح ويتجاوز إذا تعلق الأمر به خاصة.
قال تعالى: ( وأن تعفوا أقرب للتقوى )[البقرة:237] وقال تعالى ( فمن عفا وأصلح فأجره على الله [الشورى:40 ]ثم قال : (ولمن صبر وغفر إن ذلك من عزم الأمور ) [الشورى:43]
وفي المسند والسنن عن أبي كبشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ثلاث أقسم عليهن: ما نقص مال من صدقة ولا ظلم عبد مظلمة صبر عليها إلا زاده الله عزا ولا فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر"
فننصحك أن تعفو عن هذا الشخص وتصفح رجاء لما وعد الله به وتحاول أن تزيل من قلبك بغضه وكراهيته بأن تقابل إساءته بالإحسان قال تعالى: (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم)[فصلت:34] وهذا من أكبر الأمور ثقلا على النفس البشرية فلذلك كان من نصيب صاحب الحظ الأوفر من الخير قال تعالى: (وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم) [فصلت:35]
فإن عجزت عن ذلك وملكت نفسك من أن تحملك على أن تنتقم منه بما لا يجوز لك شرعا فإن الله سبحانه وتعالى لن يؤاخذك على ما في قلبك من بغضه وكراهيته لأنه كان السبب في ذلك وإن دعوت عليه فلا تدع عليه بأكثر مما ظلمك به وإن عفوت فذلك أفضل كما تقدم.
والله أعلم.