السؤال
أنا فتاة عمري 16 سنة، من الله علي بالهداية فأراني الصواب، وأرشدني إلى طريق الحق، فبدأت أصلح فيما بيني و بين ربي بالتقرب إليه بالعبادات وقراءة القرآن وطلب العلم ما استطعت.
ومشكلتي مع أهلي فإنهم كلما نهيتهم عن منكر اعتادوا عليه وكان متعارفا عليه، في المجتمع أخذوا يستهزئون بي ويحاولون إحباطي، مع أني لا أتشدد في الموضوع، وعندما أخبرت أمي أني أريد ارتداء الحجاب الشرعي قالت: لم تعقدي نفسك؟ ولا زلت صغيرة على هذا، وعندما تكون لدينا مناسبة تقول لم تعقدي نفسك بلبس الأثواب الطويلة؟ يمكنك أن تلبسي شيئا قصيرا، فمشكلتي الكبرى في الحجاب، فإنهم غير راضين على أن ألبس لباسا طويلا مستورا، ولأجل هذا لا زلت أرتدي البنطال وأستر شعرى بما يسمى الوشاح، وهو يكون ملفوفا على رأسي فيفصله ويفصل الرقبة، ويكون الكتف والصدر غير مستورين بالشكل المناسب.
فما قولكم يرحمكم الله أتمني أن تجيبوني إجابة أستفيد منها، وأعلم من خلالها كيف أتصرف مع أهلي؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنهنئك على ما أنعم الله به عليك من نعمة الهداية إلى الحق والسير على صراط الله المستقيم، ونسأل الله لك التوفيق، وأن يزيدك هدى وتقى وصلاحا، وإن ربنا قريب مجيب، وجزاك الله خيرا على حرصك على القيام بالدعوة إلى الله، وتعليم أهلك، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونوصيك هنا بالتحلي بالحكمة وسلوك السبل الأقوم في الدعوة والتي يرجى معها أن تؤتي الدعوة ثمارها، وقد بينا بعضها في الفتوى رقم: 104183، والفتوى رقم: 28313.
وليس غريبا أن يجد من يسلك هذا السبيل شيئا من السخرية، والوقوف في وجهه، ولتكن لك أسوة حسنة فيمن سار عليه أمامك من الأنبياء وصالحي المؤمنين، فما عليك إلا الصبر كما صبروا، ففي ذلك رفعة للدرجات، وكفارة للسيئات، وانظري للمزيد الفتوى رقم: 73815، والفتوى رقم: 38247.
والحجاب فريضة على المرأة المسلمة، وقد بينا أدلة فرضيته في الفتويين التاليتين أرقامهما: 5561 - 63625، وأنت قد بلغت مبلغ النساء، ومكلفة شرعا، فلا تلتفتي إلى قول أمك إنك ما زلت صغيرة، ويجب عليك الالتزام بالحجاب وإن كره ذلك أهلك، فهو ليس محلا للمجاملة كما سبق وأن نبهنا على ذلك في الفتوى رقم: 18570.
واللباس الذي وصفته وذكرت أنك تلبسينه لا يصلح حجابا شرعا، فحجاب المرأة المسلمة له شروط معينة سبق ذكرها في الفتوى رقم: 6745.
وننبه إلى مسئولية الآباء عن الأولاد، وأنه يجب عليهم تعليمهم وتربيتهم وتأديبهم، وحملهم على الاستقامة على الحق، وأداء الفرائض وترك المحرمات، ونرجو مراجعة الفتوى رقم: 190121.
والله أعلم.