مشروعية التورية بضوابطها عند الحرج أو خوف المفسدة

0 142

السؤال

أخي الفاضل، لدي إشكال غلب علي، وهو موضوع الصدق، والخصوصية، بحيث أريد أن أكون صادقا، وفي نفس الوقت أكون إنسانا لديه خصوصيته التي لا يعرف عنها أحد شيئا، ولذلك أضطر بعض الأحيان لإخفاء شيء أعمله في الخفاء، خوفا من شماتة الناس، وأشعر بالضيق عندما أكذب لإخفاء شيء ما، كمن يقول لي: هل حصلت لك مشكلة مع فلان؟ فأقول له: لا، لم تحصل قط، وأنا في نفس الوقت أريد أن أعبر عن شعوري بأنه نعم حصلت، وتضايقت!! فهل هذا من الكذب؟
وإذا سألني أحد عن رأيي في شيء ما، والحقيقة ستكون جارحة نوعا ما. فهل أجرحه؟
وإذا سألني أحد هل تتفرج على أفلام الكرتون، وأنا في هذا العمر. فهل أجيبه بصدق أم أقول له لا ؟
ربما أسئلتي بعض الشيء دقيقة، ولكن ما أود الوصول إليه هو أن أكون شخصا صادقا ، ظاهره كباطنه، ولا أخاف من رأي أحد في.
وأزيد أنني في بعض الأحيان أستخدم كريما للترطيب، فالبعض يظنه يقلل من رجولة الشخص، مع أني شخص واثق من نفسي، ومن رجولتي، ولكن البعض يظن أن هذا ليس من الرجولة، فإذا تأخرت وهو بانتظاري عند المدخل، يسألني: لماذا تأخرت؟
فهل أقول له تأخرت لأضع الكريم، أم أكذب عليه؟
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فلا شك أن الإخبار بخلاف الواقع، هو الكذب المحرم، والمذموم شرعا وعادة، ولا يجوز الإقدام عليه إلا لضرورة لا يمكن دفعها بغيره.
وما ذكرته من صور يمكنك دفعها بغير الكذب، كأن تعتذر عن الجواب لمن سألك عن شيء لا تريد الإخبار به، أو تستعمل معه التورية إن كان في اعتذارك له حرج، أو مفسدة.
والتورية هي: أن يتكلم المتكلم بكلام له معنى ظاهر متبادر للسامع، وله معنى آخر خفي. ومقصود المتكلم هو هذا المعنى الخفي، إلا أنه وراه وأخفاه بذلك المعنى الظاهر المتبادر.
ولكن التورية ليست جائزة بإطلاق، وقد ذكرنا ضوابطها  في الفتوى رقم: 71299. فراجعها.
وللفائدة راجع الفتوى رقم: 129089. في حكم استعمال الرجال الكريمات المرطبة للبشرة.
وراجع هاتين الفتويين: 125351، 98379. في أسباب ضعف الشخصية، وكيفية تقويتها.
 والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة