السؤال
سؤالي هو: إذا مات شخص كان صالحا طوال حياته، لكنه مات على ميتة سوء! هل يدخل جهنم تصديقا لحديث النبي -صلى الله عليه وسلم- أم أنه لا يدخل؟ وهل يمكن أن يجزم بذلك؟
وجزاكم الله خيرا.
سؤالي هو: إذا مات شخص كان صالحا طوال حياته، لكنه مات على ميتة سوء! هل يدخل جهنم تصديقا لحديث النبي -صلى الله عليه وسلم- أم أنه لا يدخل؟ وهل يمكن أن يجزم بذلك؟
وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن من مات على التوحيد موقنا أنه لا إله إلا الله، غير آت بشيء من نواقضها، وكان متلبسا ببعض المعاصي في آخر عمره، فهو من أهل المشيئة، فقد يدخل النار؛ فيعذب بما عليه من الإثم، وقد يغفر الله له، وهو إن عذب بما عليه فمآله إلى الجنة، وهذا مما دلت عليه نصوص الكتاب والسنة، وإجماع السلف، واتفاق العلماء المعتبرين؛ قال تعالى: إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء {النساء:116}، وعن أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: أتاني آت من ربي، فأخبرني ـ أو قال: بشرني ـ أنه من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة، قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق. رواه البخاري في صحيحه.
وروى مسلم في صحيحه عن عبد الله أن الطفيل بن عمرو الدوسي أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، هل لك في حصن حصين ومنعة؟ قال: حصن كان لدوس في الجاهلية، فأبى ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- للذي ذخر الله للأنصار، فلما هاجر النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة هاجر إليه الطفيل بن عمرو، وهاجر معه رجل من قومه فاجتووا المدينة فمرض، فجزع، فأخذ مشاقص له فقطع بها براجمه، فشخبت يداه حتى مات، فرآه الطفيل بن عمرو في منامه فرآه وهيئته حسنة، ورآه مغطيا يديه! فقال له: ما صنع بك ربك؟ فقال: غفر لي بهجرتي إلى نبيه -صلى الله عليه وسلم-. فقال: ما لي أراك مغطيا يديك؟ قال: قيل لي: لن نصلح منك ما أفسدت. فقصها الطفيل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: اللهم وليديه فاغفر...
قال الإمام النووي: أما أحكام الحديث: ففيه حجة لقاعدة عظيمة لأهل السنة؛ أن من قتل نفسه أو ارتكب معصية غيرها، ومات من غير توبة، فليس بكافر، ولا يقطع له بالنار، بل هو في حكم المشيئة. وهذا الحديث شرح للأحاديث التي قبله الموهم ظاهرها تخليد قاتل النفس وغيره من أصحاب الكبائر في النار. اهـ.
والله أعلم.