السؤال
هل يجوز قول: "اللهم ارحمنا بشفاعة نبيك محمد -صلى الله عليه وسلم-"؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا بأس بهذا الدعاء؛ فإن شفاعة النبي -صلى الله عليه وسلم- في أمته ثابتة بالسنة، فلا مانع من سؤال الله ذلك، قال الشيخ/ صالح آل الشيخ -حفظه الله- في التمهيد لشرح كتاب التوحيد: وإذا كان من المتقرر شرعا أن شفاعة النبي -صلى الله عليه وسلم- حاصلة يوم القيامة، فهل يصح طلبها منه؟ الجواب: أن طلبها إنما هو من الله -تعالى- فتقول في ذلك: اللهم شفع فينا نبيك؛ لأنه -تعالى- هو الذي يفتح، ويلهم النبي -عليه الصلاة والسلام- أن يشفع في فلان وفي فلان، فيمن سألوا الله أن يشفع لهم النبي -عليه الصلاة والسلام-. انتهى.
ويقول الشيخ/ علي الخضير في التوضيح والتتمات على كشف الشبهات: فقد أجمع علماء مكة ونجد عام1343هـ -كما جاء في كتاب "البيان المفيد فيما اتفق عليه علماء نجد من عقائد التوحيد"- فقالوا: ونعتقد أن الشفاعة ملك لله وحده، ولا تكون إلا لمن أذن الله له، ولا يشفعون إلا لمن ارتضى، ولا يرضى الله إلا عمن اتبع رسله، فنطلبها من الله مالكها، فنقول: اللهم شفع فينا نبيك -مثلا-. ولا نقول: يا رسول الله، اشفع لنا. فذلك لم يرد به كتاب، ولا سنة، ولا عمل سلف، ولا صدر ممن يثق به المسلمون؛ فنبرأ إلى الله أن نتخذ واسطة تقربنا إلى الله أو تشفع لنا عنده، فنكون ممن قال الله فيهم وقد أقروا بربوبيته وأشركوا بعبادته: { ويعبدون من دون الله..} انتهى.
والله أعلم.