السؤال
حديث: فضل العالم على العابد، كفضلي على أدناكم. هل يقصد العالم بالعلم الشرعي، أم العلم الدنيوي، أم كليهما؟
حديث: فضل العالم على العابد، كفضلي على أدناكم. هل يقصد العالم بالعلم الشرعي، أم العلم الدنيوي، أم كليهما؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالحديث مقصود به العلوم الدينية.
قال القاري في المرقاة: (فضل العالم) بالعلوم الشرعية، مع القيام بفرائض العبودية (على العابد) أي: على المتجرد للعبادة بعد تحصيل قدر الفرض من العلوم. انتهى.
وقال الصنعاني في التنوير: (فضل العالم) الذي أفاض علمه على الناس، كما يشعر به آخره. (على العابد كفضلي على أدناكم) قال الطيبي: في هذا التشبيه تنبيه على أنه لا بد للعالم من العبادة، وللعابد من العلم كيف لا؟ والعلم مقدمة العمل، وصحة العمل متوقفة على العلم. وللناس كلام هنا طويل، والذي يفهم من الحديث أنه أراد بفضل العالم: النافع بعلمه عباد الله بتعليم، وفتيا، وإرشاد، وتزهيد وغير ذلك من دلائل الخير، على مجرد من يقتصر على العبادة، سواء كان عالما بحيث يساوي هذا النافع للعباد بعلمه، أم دونه في العلم. انتهى.
وللفائدة راجع الفتوى رقم: 130017
ولا يعني ذلك إهمال العلوم الدنيوية؛ فمن أحسن النية فيها؛ فله فضل عظيم؛ كما بينا بالفتويين التاليتين: 148375، 126409.
والله أعلم.