أهمية الحذر من الزواج الذي يكون سببه التعارف من خلال الإنترنت

0 154

السؤال

أريد أن أستشيركم في أمر، وهو اختيار الزوجة المستقبلية، مع العلم أن عمري 26 سنة، ومطلق منذ بضعة أشهر، لكن لا أريد البقاء أعزب خوفا من الوقوع في المعصية.
أريد استشارتكم، مع العلم أن الزوجة الأولى تعرفت عليها في الإنترنت، لكن توفيت، وتزوجت بها، ولم أقم باختيارها على أساس الحديث النبوي: فاظفر بذات الدين، والأصول. مع العلم أنها مؤدبة، لكن الآن تعرفت على فتاة من موقع ذات خلق والله أعلم، لكن هي لا تلبس الحجاب، وهي لا تمانع في لبسه. لا أعرف ما ذا أفعل؟ تعرفت عليها هذه الأيام، وأريد التكلم لوالدتي عنها.
ما رأيكم؟
وأريد منكم نصحي في الاختيار، وصلاة الاستخارة، وكيفية فهم الاستخارة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فنشكرك على ثقتك بنا، وجزاك الله خيرا على حرصك على العفاف. ونسأل الله تعالى أن يرزقك الهدى، والتقى، والعفاف، والغنى، وأن يوفقك إلى الزواج من امرأة صالحة إن نظرت إليها سرتك، وإن غبت عنها حفظتك في نفسها، ومالك، وولدك، إن ربنا جواد كريم.

 وكثيرا ما ننبه إلى الحذر من الزواج الذي يكون سببه التعارف من خلال الإنترنت، فالغالب فشل مثل هذا الزواج، ويأتي الخلل غالبا من انخداع أي من الطرفين بالآخر لمعسول قوله، وكثرة تصنعه وتكلفه، وبعد أن يتم الزواج تتضح الحقيقة، ويكون الخصام والفراق. وسبق بالفتوى رقم: 8757 بيان الطريقة المثلى لاختيار الزوج. ونؤكد على ما ذكرنا فيها من أهمية الاستخارة، فالله تعالى أعلم بما في النفوس، ومطلع على الضمائر، والأمر كله بيده سبحانه. وانظر الفتوى رقم: 19333، وهي عن الاستخارة في الزواج، ولمعرفة علامة التوفيق في الاستخارة انظر الفتوى رقم: 26834، ولا بأس بتكرارها، كما هو مبين في الفتوى رقم: 62724.

وأما بالنسبة لهذه الفتاة: فإن تفريطها في الحجاب، أمر خطير، فالحجاب فريضة على المرأة المسلمة، وقد أوضحنا ذلك بأدلته في الفتوى رقم: 18570.

 وكونها ترغب في الالتزام به، فهذا أمر طيب، ومع ذلك لا ننصحك بالتقدم لخطبتها، والزواج منها حتى تلتزم به حقيقة، ويغلب على ظنك صدقها فيه، وإلا فكثيرا ما تكون رغبة الفتاة في الزواج، دافعا لإبداء رغبتها في لبس الحجاب، فإذا تم الزواج، لم تف بما وعدت، فيبقى الزوج حائرا بين طلاقها، والرضا بها على هذا الحال، فقد يقرها على التبرج، ويكون منه شيء من الفتور، ورقة الإيمان، والانحراف عن منهج الله القويم، فيكون الردى بعد الهدى، وتكون قد أثرت فيه بدلا من أن يؤثر فيها، وهذا واقع كثيرا. فالواجب الحذر.

والله أعلم.

 
 
 

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة