السؤال
أعاني من الاكتئاب منذ بضع سنوات، وتوجهت منذ مدة قصيرة للعلاج عند طبيب نفسي، لكنني أجد حرجا في ذلك؛ لأنني أضطر في حصص العلاج هذه إلى غيبة والدي، وذكرهما بما لا يحبان؛ لعلاقتهما بالاكتئاب الذي أنا فيه، فهل هذه الغيبة محرمة، ويجب علي إيقاف هذا العلاج؟ وكيف يكون العلاج النفسي مباحا -كما قرأت في بعض الفتاوى هنا- إن كان لا يخلو من هذا النوع من الغيبة -جزاكم الله خيرا-؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالغيبة وإن كانت محرمة، فإنها تجوز في بعض الأحوال؛ دفعا لمفسدة، أو مراعاة لمصلحة معتبرة، قال النووي في الأذكار: اعلم أن الغيبة، وإن كانت محرمة، فإنها تباح في أحوال للمصلحة، والمجوز لها غرض صحيح شرعي، لا يمكن الوصول إليه إلا بها... اهـ.
ومن هذه الأحوال أن يكون غرض المتكلم طلب المشورة، والنصح، وهذا ظاهر في جلسات العلاج النفسي.
وعلى ذلك، فلا حرج على السائل في أن يتكلم بما لا بد منه عند الطبيب النفسي، سواء أكان الكلام عن والديه، أم عن غيرهما، بغرض طلب النصيحة، والمشورة من الطبيب النفسي.
إلا أنه لا يجوز التوسع في ذلك، وإنما يكون بقدر الحاجة فقط؛ لأن الأصل تحريم الغيبة، وراجع في ذلك الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 29617، 51408، 98709.
والله أعلم.