السؤال
عند سؤالان:
أنا مخطوبة الآن لشاب (س) كان مع فتاة أعرفها، تعرفت عليه عندما استعارت مني هاتفي لتتكلم معه، ثم أصبح يتصل بي يوميا، حتى أوقعني في شباكه، وكان يقول لي إنه تركها، وهي لا تريد تركه، وأنا لم أرد أن أكلمه؛ لأنني اعتبرتها خيانة لها، لكنه أقنعني بأنه لا يحبها، وأنه تركها، ونحن الآن مخطوبان، ومقبلان على الزواج، وأنا أعرف أنه كما تدين تدان.
فهل سيأتي يوم وتأخذه مني فتاة أخرى، حتى إذا كان صحيحا أنه كان قد توقف عن مكالمتها، كما قال، وحتى مع أنني لم أنو فعل سوء لها؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كان هذا الشاب على علاقة آثمة مع تلك الفتاة، فهذه العلاقة قطعها واجب، فلا يجوز للمسلم أن يكون على علاقة عاطفية بامرأة أجنبية عنه، كما بينا في الفتوى رقم: 30003.
ولو قدر أن كان خاطبا لها فتركها، ولم يكن منك تسبب في إفساد الخطبة، فلا إثم عليك في ذلك. وما حدث بينك وبين هذا الشاب من محادثات، لا يعتبر سعيا في إفساد الخطبة. ولكن لا يجوز للرجل أن يحادث امرأة أجنبية عنه إلا لحاجة، ومع أمن الفتنة، وراجعي الفتوى رقم: 239017، ورقم: 21582.
وعلى فرض أنك قد جنيت عليه، وعليها، فلا يلزم أن يحدث لك مثلها، وقد فصلنا القول في ذلك، في الفتوى رقم: 280192، فراجعيها، وما أحيل عليه فيها من أرقام.
ونؤكد على أن الخاطبين أجنبيان عن بعضهما، فيجب أن يكون التعامل بينهما على هذا الأساس، وعدم مجاوزة حدود الشرع.
قال الشيخ ابن عثيمين في فتاوى نور على الدرب: المخطوبة أجنبية من الخاطب، لا فرق بينها وبين من لم تكن خطيبة حتى يعقد عليها. وعلى هذا؛ فلا يجوز للخاطب أن يتحدث مع المخطوبة، أو أن يتصل بها إلا بالقدر الذي أباحه الشرع ..... ولا يحل، يقول بعض الخاطبين إنني أحدثها من أجل أن أفهم عن حالها، وأفهمها عن حالي. فيقال: ما دمت قد أقدمت على الخطبة، فإنك لم تقدم إلا وقد عرفت الشيء الكثير من حالها، ولم تقبل هي إلا وقد عرفت الشيء الكثير عن حالك، فلا حاجة إلى المكالمة بالهاتف، والغالب أن المكالمة بالهاتف للخطيبة لا تخلو من شهوة، أو تمتع شهوة، يعني شهوة جنسية، أو تمتع، يعني تلذذ بمخاطبتها، أو مكالمتها، وهي لا تحل له الآن حتى يتمتع بمخاطبتها، أو يتلذذ. اهـ.
والله أعلم.