معنى تدارك الفرض المتروك من الركعة

0 183

السؤال

بعد الاطلاع على فتوى كيفية سجود السهو، لم أفهم المقصود بتدارك فرض من فرائض الصلاة؛ فكيف أتدارك السجدة مثلا؟ هل آت بركعة كاملة، ثم أسجد سجود السهو البعدي للزيادة؟ وهل آت بها بعد السلام أم قبله؟
أرجو أن تنيروا لي الطريق، وأن لا تحرموني من فتواكم، وإرشادكم، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن معنى تدارك الفرض المتروك من الركعة هو: الرجوع إليه، والإتيان به، وبما بعده، إذا تذكرته قبل الوصول إلى مكانه -مثله- من الركعة التي تليه، ولا يأتي بالركعة كاملة؛ قال الخرشي المالكي في شرح المختصر: فمعنى تداركه: أنه يأتي به فقط من غير استئناف ركعة.

فمن قام عن سجدة -مثلا-، وتذكرها قبل أن يصل إلى محلها -السجود- من الركعة التي تلي الركعة التي نسيه منها، فإنه يتدارك هذه السجدة بالرجوع إليها، والإتيان بها، ويكمل ما بقي من صلاته، ثم يسجد للسهو.

فإن وصل إلى مكان المنسي من الركعة التي تليه بطلت الركعة التي نسي منها الركن، وحلت محلها الركعة التي تليها؛ مثال ذلك: لو نسي الركوع من الركعة الثانية، ولم يتذكره حتى وصل إلى الركوع من الركعة الثالثة، فإنه يفوت عليه تدارك الركوع الذي نسيه، وتصير الثالثة ثانية، وهكذا، جاء في المنهاج القويم للهيتمي الشافعي: فإن تذكر "المتروك" قبل أن يأتي بمثله أتى به "محافظة على الترتيب "وإلا" بأن لم يتذكره حتى أتى بمثله من ركعة أخرى "تمت" به "ركعته" لوقوعه في محله، ولغا ما بينهما "وتدارك الباقي" من صلاته، وسجد آخرها للسهو.

وإذا كان الركن المنسي من الركعة الأخيرة، وتذكره بالقرب من السلام، فإن تداركه يكون بالإتيان به، وبما بعده، ثم يسلم ويسجد للسهو؛ قال ابن عثيمين في الشرح الممتع عند قول المؤلف: "وإن علم بعد السلام ... قال: إنما يأتي بما ترك، وبما بعده؛ لأن ما قبل المتروك وقع في محله صحيحا "وإن طال الفصل بعد السلام بطلت الصلاة، وأعادها من أولها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة