السؤال
الحمد لله الذي من علي بالهداية للصلاة والطاعات، وكنت دائمة القراءة والاستماع للقرآن الكريم، ومؤخرا بدأت بحفظ أجزاء من القرآن لكني أجد صعوبة كبيرة في إتقانه، وكل مرة أحاول فيها مراجعة ما حفظت أجد أني ما زلت أخطئ وأنسى بعض الكلمات، مع العلم أني أتعلمه وأحفظه لوحدي، وبالاستعانة ببعض برامج الانترنت (لا يوجد من يمكنه تعليمي في منطقتي هذه) وأنا في الأصل أعاني من ذاكرة ضعيفة وعدم التركيز، لكن خفت أن يكون هذا النسيان - وخاصة في سور وآيات قد سمعتها وقرأتها، وألفت عليها كثيرا من قبل - أن يكون بسبب ذنوب أو دلالة لعدم قبول الله مني وغضبه علي.
وسؤال آخر: هل يجب إتقان التجويد عند قراءة وحفظ القرآن؟ فأنا لم أتعلم هذا الأمر من قبل ويشق علي الآن.
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنهنئك ـ أولا ـ على ما ذكرت من سعي وحرص على تلاوة القرآن وحفظه، ونحثك على الاستمرار في ذلك مع الصبر.
فالقرآن يتفلت بسرعة كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم وخاصة إذا حفظه الإنسان على كبر، وأهم وسائل تثبيته التعاهد الدائم والمراجعة والمدارسة المستمرة.
فعن أبي موسى الأشعري ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تعاهدوا القرآن، فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفصيا من الإبل في عقلها. متفق عليه
وقد ذكرنا في الفتوى رقم: 49327، بعض الأساليب المثلى لتثبيت القرآن في الصدر، فراجعيها
ومما يعين على التثبيت والحفظ تقوى الله تعالى والابتعاد عن كل الذنوب، والإخلاص في العمل ونحو ذلك.
ولا نستطيع أن نجزم بأن سبب سرعة نسيانك هو الذنوب أو عدم القبول، ولكن نقول بأن الذنوب فعلا من أسباب ما ذكرت، يقول الشافعي ـ رحمه الله:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي * فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخــبرني بـأن العلم نـــــــور * ونور الله لا يهدى لعاصي
وعلى العبد أن يتعاهد نفسه منها بالتوبة والاستغفار، وهذا مطلوب بشكل عام، وقد يكون آكد في هذه الحالة.
وبخصوص ما سألت عنه بشأن التجويد راجعي الفتوى رقم: 165217، وما أحيل عليه فيها.
والله أعلم.