السؤال
أنا شاب عمري 18 سنة.حصل معي شيء ولم أعرف من أسأل قلت أستفسر منكم، وإن شاء الله أكون بالمكان الصحيح.أنا قبل 3 أيام كنت خارجا مع بعض الأصدقاء، وجلسنا بالسيارة على البحر، وبدأنا بالتحدث، بعد وقت شاهدت سيارة دخلت بها فتاة ورجل، الوقت كان متأخرا، والمكان الذي نحن به لا تأتي إليه العائلات عادة في الوقت المتأخر، المهم أنا وأصدقائي توقعنا أنه شاب يمارس الزنا مع فتاة، فقررنا أن نزعجهم حتى يرحلوا فشغلت السيارة وذهبت وراء سيارتهم وشغلت الضوء القوي، فتفاجئت أنه رجل كبير نزل من السيارة ومعه ابنه الصغير، أنا تحشمت واحترت أنزل وأخبره ما السبب أو أهرب، وقررت أن أهرب، ومن ذلك اليوم ضميري يؤنبني على ما فعلته مع أن أصدقائي لم يبالوا ولكن ضميري مستمر بتأنيبي. أتمنى أن تخبرني عن السبب وراء تأنيب ضميري، وهل ما ارتكبته كان خطأ أو لا؟.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنا نسأل الله لنا ولك العفو والمغفرة، ونفيدك أنك أخطأت فيما عملت؛ لأنه لا يجوز سوء الظن بالناس دون بينة، وذلك لقول الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم {الحجرات:12}.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث... رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة.
وليس عندنا ما يجزم به في السبب لتأنيب ضميرك لك، ولكنه ربما يكون مؤشر خير ودليلا على ندمك، ولذا ننصحك بصدق التوبة إلى الله تعالى مما حصل، وإن أمكنك لقاء الرجل واستسماحه من دون تصريح له بما حصل منكم فذلك أولى بلا شك، إن لم تترتب عليه مفسدة أعظم ، وشقاق جديد، وإلا فأكثر من الاستغفار له والدعاء، ونسأل الله تعالى أن يعفو عنك ويغفر لك ويتجاوز عنك. وللفائدة راجع الفتوى رقم: 231601 والله أعلم.