السؤال
أود إعلام فضيلتكم أنني أرجو بأسئلتي هذه الورع والتقوى أصبحت في الفترة الأخيرة أقرأ وأسمع وأشاهد فتاوى أفتى بها علماء وفقهاء وشيوخ من جامع الأزهر ولكنها ليست من الإسلام في شيء ومن الناس من لا يميز فيأخذ بالفتوى ويقول في ذمة المفتي وأصبحت أقول لكل من أرى(( إذا علمت أن فلانا أو فلانة من الأزهر فاشطب ولا تستمع أبدا للقول ولا تأخذ منه شيئا وأنا مسؤولة عن هذا الكلام)) فهل يجوز لي ذلك أم علي الاستغفار والتوبة وعدم الرجوع إلى ذلك وعدم التعرض لأي عالم من علماء المسلمين؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالذي يحق له أن يقول إن فتوى العالم الفلاني أو علماء الجهة الفلانية من الإسلام أو ليست من الإسلام، هم أهل العلم الثقات العدول، فما من أحد من أهل العلم إلا وهو راد أو مردود عليه، وإنما يجب التسليم المطلق لله تعالى، ورسوله صلى الله عليه وسلم، فهما المرجع عند التنازع، قال الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا [النساء:59].
وأما عوام المسلمين وطلبة العلم، فالواجب عليهم كف ألسنتهم عن الخوض في أعراض العلماء، فإن لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في أخذ منتقصيهم معلومة، ويجب عليهم التوبة والاستغفار من هذا الذنب العظيم الذي هو غيبة عامة لكل علماء الأزهر والمتخرجين منه، فكيف يلقى المسلم ربه، وخصومه هم هؤلاء العلماء والفضلاء الذين لا يحصيهم إلا الله ممن تخرجوا من هذه الجامعة العريقة التي لها قدم صدق في نشر الإسلام والذود عن حياضه، وخطأ رجل أو رجال لا يسوغ اتهام الجميع، فإن هذا من البغي الذي لا يرضاه الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم.
ومن جهة ثانية.. على العوام أن يقلدوا من العلماء من يثقون بدينهم وعلمهم وورعهم، فإنه إذا كان على العلماء أن يجتهدوا في الدليل، فعلى العوام أن يجتهدوا في تقليد الأعلم الأتقى.
والله أعلم.