السؤال
في بعض الأحيان أتوقف عن قراءة القرآن بذكر آخر، وذلك حتى لا أمل، وأحيانا أقطع القراءة للتفكر والتعلم أو التأمل في مسألة فقهية، فهل لي بذلك أجر؟
في بعض الأحيان أتوقف عن قراءة القرآن بذكر آخر، وذلك حتى لا أمل، وأحيانا أقطع القراءة للتفكر والتعلم أو التأمل في مسألة فقهية، فهل لي بذلك أجر؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك في كونك تؤجر إذا اشتغلت بالذكر أو التفكر في العلم ونحوه، وقراءة القرآن أفضل من الذكر، ولكن إن كان قلبك يجتمع عند الذكر في حال ما أكثر من اجتماعه عند قراءة القرآن فاشتغالك بالذكر حينئذ أفضل، وإذا حصلت لك السآمة من عبادة ما، وكان قلبك يصلح بانتقالك عنها إلى غيرها فحسنا تفعل إذا انتقلت عنها تحصيلا لصلاح قلبك؛ قال شيخ الإسلام رحمه الله: سئلت أي الأمرين أفضل: تلاوة القرآن أو الذكر؟ فأجبت قائلا: الظاهر أن ذلك يختلف بحسب اختلاف الأشخاص والأحوال، فإن كان الشخص ممن أوتي فهما في كتاب الله تعالى، إذا تلا متدبرا لآياته ازداد في الحكم والأحكام، وتجلت له معان وحقائق في أصول الدين وفروع الحلال والحرام، كانت التلاوة في حقه أفضل، كيف وتلاوة القرآن من أفضل الأذكار، والنظر في أحكام الله تعالى من أفضل أعمال الأبرار... وإن لم يكن الرجل ممن له أهلية الفهم عن كلام الله تعالى، وكان الذكر أجمع لهمته وأصفى لخاطره، كان اشتغاله بالذكر أفضل والحالة هذه. وينبغي للسالك وطالب الزيادة من الخير أن لا يترك حظه منهما، فيذكر الله تعالى إلى أن يجد عنده سآمة ما، فينتقل إلى الذكر بتلاوة القرآن متدبرا بترتيل وتفكر، وتعظيم عند آيات التوحيد والتنزيه، وسؤال عند آيات الوعد والرجاء، وتضرع واستعاذة عند آيات الخوف والوعيد، واعتبار عند آيات القصص. انتهى.
والله أعلم.