ليس من الرياء إذا دعي الصائم لطعام أن يقول إني صائم .

0 155

السؤال

ماحكم الكذب للهروب من الرياء، ومثال ذلك عند سؤال شخص للآخر، هل أنت صائم فيجيب الصائم كلا أنا فاطر وأستعمل الكذب هذا هروبا من الرياء، فما حكم هذا الكذب؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فلا ريب أن اجتناب الرياء واجب لأنه مبطل لثواب العمل، إلا أنه لا يجوز الوقوع في الكذب للهروب من الرياء، إذ أن في ذلك معالجة الخطأ بمثله، وقد ورد الشارع بما ينجو به المرء من الوقوع في الكذب وهو استعمال المعاريض، وهي ما يسميه أهل البلاغة بالتورية، قال النووي: والتورية والتعريض إطلاق لفظ هو ظاهر في معنى ويريد معنى آخر يتناوله اللفظ لكنه خلاف ظاهره، وهو ضرب من التغرير والخداع، فإن دعت إليه مصلحة شرعية راجحة على خداع المخاطب أو حاجة لا محيص عنها إلا به فلا بأس. وقد ترجم البخاري في صحيحه: باب المعاريض مندوحة عن الكذب. وهو لفظ حديث روي مرفوعا وموقوفا على عمران بن حصين رضي الله عنه قال البيهقي في سننه: هذا هو الصحيح موقوف، وكذا صحح الألباني الموقوف منه.
فعلى هذا فلا بأس أن يقول السائل لمن دعاه إلى الطعام، الحمد لله، فيفهم من دعاه أنه شبعان، وينوي بذلك الحمد لله إنني صائم مثلا، أو غير ذلك من ألفاظ التورية، ونحيل السائل على الفتوى رقم: 4512، والفتوى رقم: 1126 لمزيد من الفائدة ، ولكن نقول لك - أخي السائل - ليس من الرياء إذا سئلت عن الصيام أن تقول إني صائم ـ فقد قال الإمام مسلم في صحيحه " باب الصائم يدعى لطعام فليقل إني صائم " وروى في هذا الباب بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا دعي أحدكم إلى طعام فليقل إني صائم ، وهذا الصديق أبوبكر رضي الله عنه يجيب النبي صلى الله عليه وسلم وقد سأل : من منكم اليوم أصبح صائما فقال أبوبكر : أنا ، والقصة رواها مسلم في صحيحه ، ثم إنك إذا نويت بإعلانك الصيام أن يقتدي بك من سمعك فإن ذلك نية حسنة تؤجر عليها إن شاء الله فضلا عن أجر امتثالك لأمر رسول الله صلى الله عليه سلم في حديث أبي هريرة السابق .
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة