السؤال
ورد في كتب دينية أن الشيخ أو الإمام فلانا رأى رب العزة في المنام، فهل هذا صحيح؟ وهل في ذلك دليل شرعي؟ وعلى أي صورة يراه؟ وكيف يعلم أنه هو الله عز وجل؟.
ورد في كتب دينية أن الشيخ أو الإمام فلانا رأى رب العزة في المنام، فهل هذا صحيح؟ وهل في ذلك دليل شرعي؟ وعلى أي صورة يراه؟ وكيف يعلم أنه هو الله عز وجل؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن رؤية الله تعالى في المنام قد تحصل لبعض من المؤمنين، فقد ذكر النووي في شرح مسلم عن القاضي عياض أنه قال: اتفق العلماء على جواز رؤية الله تعالى في المنام وصحتها....انتهى.
وقد سبق بيان ذلك وأقوال أهل العلم حوله في الفتوى رقم: 8271.
وليست هناك صورة محددة يرى بها، فقد جاء في نقض الإمام أبي سعيد عثمان بن سعيد على المريسي الجهمي العنيد فيما افترى على الله عز وجل من التوحيد: وفي المنام يمكن رؤية الله تعالى على كل حال وفي كل صورة. اهـ.
وقال ابن تيمية: ومن رأى الله عز وجل في المنام فإنه يراه في صورة من الصور بحسب حال الرائي إن كان صالحا رآه في صورة حسنة، ولهذا رآه النبي صلى الله عليه وسلم في أحسن صورة. اهـ.
وقال أيضا: وقد يرى المؤمن ربه في المنام في صورة متنوعة على قدر إيمانه ويقينه، فإذا كان إيمانه صحيحا لم يره إلا في صورة حسنة، وإذا كان في إيمانه نقص رأى ما يشبه إيمانه، ورؤيا المنام لها حكم غير رؤيا الحقيقة في اليقظة، ولها تعبير وتأويل لما فيها من الأمثال المضروبة للحقائق. اهـ.
وفي مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح للملا علي قاري: لو رأى أحد في المنام ربه على وصف يتعالى عنه، وهو يعلم أنه سبحانه وتعالى منزه عن ذلك، ولا يعتقد في صفته تعالى ذلك لا تضره تلك الرؤيا، بل يكون لها وجه من التأويل. قال الواسطي: من رأى ربه تعالى في المنام على صورة شيخ عاد تأويله إلى الرائي، وهو إشارة إلى وقاره وقدر محله، وكذلك إذا رآه شخص ساكن يتولى أمره ويكفي شأنه. اهـ. كلام القشيري.
ومن أمارات صدق الرؤيا أن يكون على وجه لا يشبه فيها سبحانه الخلق، وأن تكون موافقة للشرع فلو أمر في الرؤيا بما يخالف الشرع فإن ذلك يدل على أن المرئي شيطان، فقد جاء في مجموع فتاوى ابن باز: قد تحصل الرؤية في المنام للأنبياء وبعض الصالحين على وجه لا يشبه فيها سبحانه الخلق، كما تقدم في حديث معاذ ـ رضي الله عنه ـ وإذا أمره بشيء يخالف الشرع فهذا علامة أنه لم ير ربه، وإنما رأى شيطانا، فلو رآه وقال له: لا تصل قد أسقطت عنك التكاليف، أو قال: ما عليك زكاة أو ما عليك صوم رمضان، أو ما عليك بر والديك، أو قال لا حرج عليك في أن تأكل الربا... فهذه كلها وأشباهها علامات على أنه رأى شيطانا وليس ربه. اهـ.
والله أعلم.