هل تأثم الزوجة إذا منعها زوجها من صلة رحمها وعيادة المريض؟

0 134

السؤال

زوجي يمنعني من زيارة الأقارب، وصلة الرحم، وعيادة المريض بسبب غيرته الشديدة، وخوفه علي من حسد النساء على حد قوله، مع العلم أنها غيرة لا يخالطها شك أبدا للأمانة، لكنني أشعر بإحراج شديد عندما تدعوني قريباتي، ويمنعني من إجابة الدعوة بالرغم من عدم وجود اختلاط، فأنا أعرف جميع مفاتيح قلب زوجي، وهو طيب جدا، وخلوق، ولم يقصر معي في أي شيء، بل يكرمني جدا عدا هذا الموضوع، فهو عنده غير قابل للنقاش، أفيدوني بطرق لإقناعه بتغيير رأيه، فهل يعتبر زوجي متعسفا في استعمال حقه في منعي من الخروج؟ وهل أؤجر على طاعته وعدم إغضابه؟ وهل علي إثم في عدم إجابة الدعوة وقطع الرحم؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فغيرة الزوج على زوجته في أصلها أمر طيب يشير إلى حبه لها وحرصه عليها، ولكن قد تخرج الغيرة عن حد الاعتدال فتنتقل من كونها غيرة محمودة إلى غيرة مذمومة، ولمزيد الفائدة راجعي الفتوى رقم: 17659.

وإن لم تكن هنالك ريبة، فلا ينبغي لزوجك أن يمنعك من زيارة الأقارب وصلة الرحم وعيادة المريض وإجابة الدعوة، فالمنع إن لم يكن له سبب ظاهر ربما أدى إلى زعزعة الثقة بين الزوجين، ووهن العلاقة بينهما، بخلاف ما إذا كان الزوج معينا لزوجته في صلة أرحامها وزيارة أقربائها وصديقاتها، فهذا مما يقوي العشرة ويكتسب به مزيد المودة، وإن أردت إقناعه بالموافقة، فاحرصي على الدعاء، وناصحيه بالحسنى، وتوسطي إليه بالمقربين منه ومن ترجين أن يقبل قولهم، وإذا أصر على الرفض وجب عليك طاعته، وتؤجرين على طاعته ـ بإذن الله ـ وانظري الفتوى رقم: 1780.

ولا تأثمين بترك الزيارة طاعة لزوجك، والصلة لها أبوابها الكثيرة غير الزيارة، فكل ما يعده الناس صلة عرفا كان صلة كالاتصال وتفقد الأحوال والإهداء وغير ذلك، وراجعي الفتوى رقم: 112136.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة