السؤال
نويت في العام الماضي أنني سأصوم عشرة أيام إذا حدث شيء أريده، وبالفعل حدث ما كنت أريد، لكنني لا أذكر هل تلفظت بنية الصوم أم لا؟ لكنني على يقين أنني حركت لساني داخل فمي دون تحريك الشفتين بأنني سأصوم عشرة أيام، ولم أتلفظ بكيفية صيامي للأيام العشرة، وصمت خمسة أيام متقطعة من الاثنين والخميس، ثم غلب على ظني أنني أثناء نيتي لصيام عشرة أيام كنت أفكر بعشرة أيام متتالية، ولم أتلفظ بها لكنني أصوم الآن الأيام متتالية، وقد أكملت يومين، فماذا أفعل الآن؟ وما حكم من أفطر ناسيا في صيام النذر وأكمل صومه؟.
أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد تبين لنا من خلال أسئلة سابقة أن لديك وساوس كثيرة، فلأجل ذلك ننصحك بالإعراض عنها, وعدم الالتفات إليها؛ فإن ذلك من أنفع العلاج لها، وراجع للفائدة الفتوى رقم: 3086.
وإذا كنت قد تحققت من التلفظ بصيغة النذر المعلق, ثم حصل الأمر المعلق عليه, فقد وجب عليك الوفاء بنذرك, لكن إذا كنت تفكر في نية التتابع, وتشك في حصولها, فهذا الشك كالعدم, وبالتالي فكأنك لم تنو التتابع, لأن الأصل عدم النية حتى يثبت حصولها بيقين, جاء في الشرح الممتع لابن عثيمين: لأن الأصل عدم النية, ومن القواعد المقررة: أن من شك في وجود شيء أو عدمه فالأصل العدم. انتهى.
ومن لم ينو تتابع الأيام المنذورة أجزأه أن يصومها متفرقة بناء على مذهب الجمهور, كما سبق في الفتوى رقم: 119098.
وبناء على ذلك، فيجزئك أن تصوم بقية الأيام متفرقة, كما يجوز صومها متتالية أيضا, ولا يلزمك إعادة الأيام الخمسة التي صمتها غير متتابعة، وراجع الفتوى رقم: 297901.
ومن أفطر ناسيا في صيام نذر, فإنه يكمل بقية ذلك اليوم, ولا يلزمه أن يصوم يوما مكانه, كما ذكرنا في الفتوى رقم: 169367.
والله أعلم.