جواز استخدام أسلوب الإلزام في مقام الرد على النصارى

0 243

السؤال

كنت أستمع لأحد فيديوهات الدكتور/ زاكر نايك، وهو أحد الدعاة في الدول الغربية، وهو من أصل هندي، وهو ممن يقومون بالمناظرات مع النصارى وغيرهم (مثل: أحمد ديدات)، فقال في كلامه عن أن المسيح ابن الله: لو كان قصدكم بأنه ابن الله أنه عائد لله في العبادة (أي: ليس ابنه بالنسل) بل هو أبوه لأنه خلقه، وعليه عبادته، فكلنا أبناء الله لأننا كلنا عائدون له بالعبادة، وخلقنا كلنا.
فهل يجوز مثل هذا القول أم أنه قول ساقط؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فينبغي مراعاة السياق الذي قيل فيه هذا الكلام، وذلك أن مقام الرد على أهل الكفر والإلحاد وأهل البدع والأهواء يستعمل فيه أسلوب الإلزام والحجاج، بخلاف مقام تقرير الاعتقاد ابتداء، فإن الواجب حينئذ الاقتصار على الألفاظ الصحيحة التي لا لبس فيها.
وعلى سبيل الإلزام يقال للنصارى: إن الكتاب المقدس يستعمل لفظ الأبوة والبنوة استعمالا مجازيا، وفيه أن عيسى -عليه السلام- يقول عن الله: أبي وأبوكم. فلم عدلتم عن ذلك وجعلتم الأبوة حقيقية في حق المسيح دون غيره.
وقد جاء مثل هذا الإلزام عن العلامة/ محمد رحمت الله الهندي الحنفي في كتابه (إظهار الحق) حيث قال -رحمه الله-: في الآية السابعة عشرة من الباب العشرين من إنجيل يوحنا قول المسيح عليه السلام في خطاب مريم المجدلية هكذا: (لا تلمسيني لأني لم أصعد بعد إلى أبي، ولكن اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم) فسوى بينه وبين الناس في هذا القول (أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم) لكيلا يتقولوا عليه الباطل فيقولوا إنه إله أو ابن إله، فكما أن تلاميذه عباد الله وليسوا بأبناء الله حقيقة، بل بالمعنى المجازي، فكذلك هو عبد الله وليس بابن الله حقيقة، ولما كان هذا القول بعد ما قام عيسى -عليه السلام- من الأموات على زعمهم قبل العروج بقليل ثبت أنه كان يصرح بأني عبد الله إلى زمان العروج، وهذا القول يطابق ما حكى الله عنه في القرآن المجيد: {ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم}. انتهى.
 والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة