السؤال
كنت أدخر المال، وأمي كانت في احتياج له، ولم تعلم بذلك، ولكن عاقبني الله بضياع المبلغ، وسوء حالتي الصحية، وضيق الحال؛ لعدم مساعدة أمي المريضة، وأريد أن أتوب من هذا الجرم المهلك، ودائما أطلب من أمي السماح والرضا.
فهل يشترط مصارحة أمي بما فعلت معها، أم أتوب إلى الله، وأرضي أمي، وأطلب منها السماح؟
أرجو إفادتي أفادكم الله؛ لأني أخشى من عقاب الله، ونادم على ما اقترفت.
وماذا أفعل حتى يتوب الله علي؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا يشترط أن تخبر أمك بما وقع منك من تقصير، وإنما يكفيك أن تستحلها استحلالا عاما، بأن تطلب منها أن تسامحك، وترضى عنك، وإنما قلنا بأنه يكفيك الاستحلال العام؛ لأن والدتك والحال ما ذكر، ليس لها حق مادي عندك؛ فإن حق أمك في النفقة يسقط بمضي الزمن.
قال البهوتي: ومن ترك الإنفاق الواجب مدة، لم يلزمه عوضه. انتهى.
والحقوق المعنوية، يكتفى فيها بالاستحلال العام، وانظر الفتوى رقم: 236200.
واجتهد في بر أمك، والإحسان إليها، واحرص على تعويض ما فاتك من تقصير في حقها، واغتنم فرصة حياتها لنيل مرضاة الله تعالى؛ فإن الوالد أوسط أبواب الجنة، كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم. رواه الترمذي وغيره، وقال الترمذي: هذا حديث صحيح.
والله أعلم.