حكم وضع المصاب بمرض عقلي في غرفة خاصة خشية اعتدائه على غيره

0 182

السؤال

لدي ولد بلغ من العمر 16 عاما الآن، ومنذ الصغر يسمع، ولا يتكلم، بل يكرر الكلام. راجعنا العديد من المستشفيات، وأجرينا الكثير من الفحوصات، بعضهم يقول توحد، وآخر يقول تخلف عقلي وهكذا، كان ذلك مقبولا عندما كان صغيرا، ولكن الآن بسبب خروجه من المنزل، وغيابه العديد من الأيام، وقيامه بتكسير الأشياء، والتحدث مع نفسه وغير ذلك من الأمور، وبعد المراجعات المتعددة حول إدخاله أي مصحة حكومية في مصر، ولصعوبة ذلك، وخشية منه على باقي إخوته، وأخواته، قمت بعمل غرفة مستقلة له، فيها حمام، وما يحتاجه من معيشة، بخلاف تكرار الدواء من قبل أخصائي مخ وأعصاب، وهذه الغرفة مغلقة عليه.
هل من إثم علي في ذلك، وخاصة أنه أصبح عدوانيا، وأنه بلغ مرحلة الشباب والقوة؟
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا حرج عليك في حبس ولدك هذا؛ لمنعه عن الإضرار بنفسه، أو بغيره؛ فقد جاءت الشريعة الإسلامية برفع الضرر وإزالته، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا ضرر ولا ضرار. رواه أحمد و ابن ماجه، وصححه الألباني.

وقد نقل المرداوي في (الفروع) أن مهنا سأل الإمام أحمد: المجنون يقيد بالحديد إذا خافوا عليه؟ قال: نعم. اهـ.

وقال الحجاوي في (الإقناع): ويقيد المجنون بالحديد لخوف. اهـ.

وزاد البهوتي في (كشاف القناع): (لخوف) عليه، نص عليه. وكذا ينبغي لو خيف منه. اهـ.

وجاء في (الموسوعة الفقهية): نص الفقهاء على أنه يلزم على ولي المجنون، والمجنونة تدبير شؤونه، ورعاية أموره بما فيه حظ المجنون، وبما يحقق مصلحته، فينفق عليه في كل حوائجه من ماله بالمعروف، ويداويه، ويرعى صحته، ويقيده ويحجزه عن أن ينال الناس بالأذى أو ينالوه به إن خيف ذلك منه، صونا له، وحفظا للمجتمع من ضرره. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة