السؤال
ما حكم الزوجة التي عاشت عيشة رضية مع زوجها، في بيت مستقل، وميسور الحال -ولله الحمد-، وكان الحب والود أساس العلاقة، ورغم تقصير الزوجة في حق زوجها في أمور البيت، وفي حقه بعدم طاعته، ورفع صوتها، أو معارضة كلامه بحجة أنها لها شخصية مستقلة، ولكن كل ذلك لم يعكر صفو الحياة؛ لأن الزوج يعرف حق المعرفة أنه لا أحد كامل في الدنيا، ولم يلق للأمر بالا، ولكن من كثرة دلالها المفرط لا ترضى أبدا بكسر كلمتها، بل تعتقد أنه إن لم يستجب الزوج لمطالبها فهو يكرهها، خاصة فيما يتعلق بذهابها لبيت عائلتها التي لا تكاد تتوقف عن الكلام معهم عبر الهاتف، رغم تحذير الزوج من مغبة كثرة الكلام، وإفشاء السر العائلي، فكان الزوج ينهاها، وينصحها لمرات عديدة، ولكنها تزيد في الأمر سوءا، فيهجرها في المضجع، وأحيانا يرفع يده عليها ليس انتقاما، بل تأديبا، ولا يكاد يفعل حتى يسارع لإرضائها، ولكنها تعتقد أنه إن رفع الزوج يده على المرأة فهو يكرهها، وعليه اتهمته بسوء العشرة الزوجية، خاصة بعد شجار وقع بين الزوج ووالدها بعد عشرة أيام من إنجابها للابن الأول، فأتت عائلتها لأخذ البنت بالقوة، رغم رفض الزوج لهذا الأمر، محتجين أنه من عاداتهم أخذ الزوجة بعد ولادتها، وهذا أمر مرفوض من طرفي، فزوجتي تكثر من الدلال، فلا تستطيع حتى إرضاع الطفل، وتكثر من التمارض، والدلال، وهي تريد أمها لتتحمل المسؤولية في مكانها، وليس هكذا تبنى البيوت، فرغم توفير كل شيء للزوجة من علاج، وأكل، وراحة، فهي تتدلل، وتكثر من المشاكل فقط لزيارة أهلها، ونقل الطفل الرضيع لعشرات الكيلومترات بعيدا عن والده الذي حتى لم يشبع من رؤية ابنه الأول، ولقد أوضح الزوج لوالدها الأمر، وأبدى تقبلا للموضوع، ولكنه بلا شخصية، وتأثر بكلام زوجته، ودلال ابنته، وعاد بعد يومين لأخذها بالقوة؛ مما جعل شجارا كبيرا ينشب بينهما.
ذهبت الزوجة ولم تعد، ورغم إرسال الزوج لإخوته، ومجموعة من الرجال الصالحين، والإمام المفتي عدة مرات قوبل بالرفض، وقال: إنه لن يردها حتى وإن كانت تريد العودة؛ تكبرا، وتجبرا ويريد إذلال الزوج بمجيئه.
طلبت الخلع بلا سبب، واحتجت في ذلك بسب الزوج لوالدها، رغم أن الوالد هو من قلل احترام الزوج في بيته في ثاني أيام العيد الأضحى.
وفي المحكمة وافقت الزوجة على العودة، ورفض والدها أمام القاضي، والقوانين في بلدي وضعية مختلطة، لا تحتكم بالأساس إلى شرع الله، وقوانين مستمدة من الشريعة الإسلامية.
أما الآن فالزوجة تريد العودة بعد 20 شهرا، ولكن بشرط إذلال الزوج أمام أهلها، وطلبه الإذن من والدها، رغم أن الزوج حاول العديد من المرات بلا فائدة مع والدها الذي شهد كل الشهود أنه غير متزن، وعديم الحكمة، ومتكبر؛ لدرجة أنه قال بالكلمة الواحدة: إن ابنته تريد العودة، وهو لن يعيدها.
لذا اقترح الزوج عودتها عن طريق عمها، أو خاله، أو أي من إخوتها، وقبل ذلك الذهاب إلى الإمام ليحكم بينهما، ويبين الخطأ والصواب لكنها رفضت، واشترطت ذهابي لبيتها، وهذا أمر مستبعد، فلقد أهينت عائلتي عدة مرات أمام أهلها، ولن يتكرر الأمر.
هل أخطأ الزوج في طلبها إلى الإمام ليحكم بيننهم؛ لعدم وجود من يرجى صلاحه في أهلها؟
وبخصوص الابن فلم يتمكن الزوج من رؤيته بسبب تعنت الزوجة، وكثرة المشاكل، وبعد المسافة، وصغر سن الرضيع، ولكنه يوفر له كلا من بدل الإيجار للبيت، والأكل، والدواء، ومختلف المصاريف الأخرى، فهل يأثم الوالد؟
وهل يأثم إن انتزع الولد من والدته بعد انتهاء الرضاعة بنفس الأحكام الوضعية، التي استعملتها ضد الزوج لطلب الخلع بلا مسوغ شرعي، علما أنها تعمل الآن، وتترك الطفل في البيت بلا رعاية.
والسؤال الذي حيرني: هل هي طالق الآن رغم رفض الزوج الطلاق، ولا وجود لسبب شرعي للطلاق، ولم تقر بكره الزوج، بل العكس.
أعلم أني أطلت، ولكن يعلم الله كم تهمني الإجابة الشافية عن هذه الأسئلة لأتمكن من المضي قدما -بارك الله فيكم-.