السؤال
في سور القرآن الكريم أسئلة مثل(ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر) تكررت أكثر من مرة في نفس السورة فماذا أقول؟وهل بعد كل ما أقرأ الآية أجيب عليها؟وكذلك في سورة الرحمن (فبأيء آلاء ربكما تكذبان) هل بعد كل آية أجيب رب العزة وماذا أقول بالضبط؟ وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيستحب لمن مر بتلك الآيات الكريمات التي تضمنت أسئلة أن يجيب عليها بما يناسبها، فقد روى البيهقي عن موسى بن أبي عائشة قال: "كان رجل يصلي فوق بيته فكان إذا قرأ: {أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى} [القيامة:40]، قال: سبحانك فبلى، فسألوه عن ذلك، فقال سمعته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم."
ونقل صاحب الروض المربع عن أحمد: "إذا قرأ أليس ذلك بقادر على أن يحيى الموتى في الصلاة وغيرها، قال سبحانك بلى، في فرض ونفل، ونقل صاحب الإنصاف عن أحمد أيضا من رواية الفضل: لا بأس أن يقوله مأموم، ويخفض صوته."
وروى الترمذي وأبو داود عن أبي هريرة: "من قرأ -والتين والزيتون- فقرأ: أليس الله بأحكم الحاكمين، فليقل: بلى وأنا على ذلك من الشاهدين." زاد أبو داود: "ومن قرأ: لا أقسم بيوم القيامة فانتهى إلى أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى، فليقل: بلى، ومن قرأ المرسلات فبلغ فبأي حديث بعده يؤمنون فليقل: آمنا بالله."
قال صاحب تحفة الأحوذي:(والحديث يدل على أن من يقرأ هذه الآيات يستحب له أن يقول تلك الكلمات سواء كان في الصلاة أو خارجها....)
وفي سنن الترمذي عن جابر رضي الله عنه قال: "خرج رسول الله صلى الله عليه على أصحابه فقرأ عليهم سورة الرحمن من أولها إلى آخرها فسكتوا، فقال: لقد قرأتها على الجن ليلة الجن فكانوا أحسن مردودا منكم، كنت كلما أتيت على قوله: {فبأي آلاء ربكما تكذبان} قالوا: لا بشيء من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد."
فهذه الأحاديث تدل على الاستحباب الذي صدرنا به الجواب، وانظر تتميما للفائدة فتوى رقم: 8175.
وأما ما يتعلق بجواب {فهل من مدكر} فلم نطلع على شيء بخصوصها، لكن الظاهر لنا أنها تجاب وتجاب بما يناسبها كأن يقال: اللهم اجعلنا من المدكرين، أو اللهم أعنا، أو لا حول ولا قوة إلا بالله، ونحو ذلك مما يصح أن يكون جوابا.
والله أعلم.