السؤال
ما المقصود "بالولاء لمن أعتق" في الحديث المعروف، هل هو الولاية أم الولاء الذي يكون لله والرسول والذين آمنوا؟.
و جزاكم الله خيرا.
ما المقصود "بالولاء لمن أعتق" في الحديث المعروف، هل هو الولاية أم الولاء الذي يكون لله والرسول والذين آمنوا؟.
و جزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الحديث المشار إليه حديث صحيح أخرجه البخاري ومسلم، والولاء في الحديث يقصد به ولاء العتق، وهو كالولاء بالنسب؛ كما جاء في الحديث المرفوع: الولاء لحمة كلحمة النسب لا يباع ولا يوهب. رواه الطبراني وغيره وصححه الألباني. قال ابن رشد في المقدمات: فولاية العتاقة كالنسب سواء في وجوب الميراث بها عند عدم الأقربين والعصبة، قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: الولاء نسب وقال: الولاء لحمة كلحمة النسب.
وقال الزرقاني في شرح الموطأ "الولاء لحمة كلحمة النسب لا يباع ولا يوهب قال الأبي: هذا منه صلى الله عليه وسلم تعريف لحقيقة الولاء شرعا، ولا تجد تعريفا أتم منه، والمعنى أن بين المعتق والعتيق نسبة تشبه نسبة النسب وليست به، ووجه الشبه أن العبد لما فيه من الرق كالمعدوم في نفسه والمعتق صيره موجودا، كما أن الولد كان معدوما فتسبب الأب في وجوده، انتهى. وأصله قول ابن العربي: معنى: "الولاء لحمة كلحمة النسب" أن الله أخرجه بالحرية إلى النسب حكما كما أن الأب أخرجه بالنطفة إلى الوجود حسا؛ لأن العبد كان كالمعدوم في حق الأحكام لا يقضي ولا يلي ولا يشهد، فأخرجه سيده بالحرية إلى وجود هذه الأحكام من عدمها، فلما شابه حكم النسب أنيط بالعتق فلذا جاء: إنما الولاء لمن أعتق، وألحق برتبة النسب، فنهى عن بيعه وعن هبته.
أما الولاء لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين فهو المحبة للإسلام وأهله، والنصرة لله ورسوله وللإسلام وأهله، ولا تعارض بينهما، وانظر الفتوى رقم: 133758، وما أحيل عليه فيها.
والله أعلم.