ليس للعامي أخذ العلم ممن لا يلتزم بمذهب السلف

0 111

السؤال

لي أصدقاء يتابعون داعية شابا جذاب الأسلوب شيقا في الحديث، هذا الداعية علمت مؤخرا أنه على مذهب الأشاعرة ويتبع زلات العلماء، أوليس هذا ابتداع؟ فهو يبيح الموسيقى التي اتفق على تحريمها الأئمة الأربعة! وهو يتساهل في أشياء تخصه كتخفيف لحيته من وقت لآخر، والسماح بنشر صورته مع زوجته، وحسبما أعلم هذا يدخل في الإعانة على النظر الحرام طالما لا يوجد مبرر شرعي لهذا النشر، بل قد يدخل في الدياثة الوجه يظهر منها فأين الغيرة على المحارم؟ وسمعته في بداية ظهوره يقول بكشف الوجه عند ثلاثة من الأئمة خلافا لأحمد فله قولان، وكان يعيب على المشايخ عدم نسبتهم الآراء لأصحابها، وهو أصلا لم يذكر ـ كما ذكرتم ـ بأن الأئمة الأربعة أي باتفاق أفتوا بتغطية الوجه والكفين عند فساد الزمن!! أنا لا أحكم عليه بشيء إنما فقط أوضح أفعاله التي في ظني لا يفعلها تقي ورع فضلا أن يكون داعية يعلم الفقه جيدا وأمور الدين، وأحاول إحسان الظن به وإيجاد الأعذار له، لكن أقواله وأفعاله هذه لا تليق بداعية فقيه، لا أقول إنه سيئ فالحق يقال هو له مميزات طرقه سهله يسيره في إيصال العلم، وله أيضا عيوب، وقد قيل لي من ثقة بأنه على مذهب الأشاعرة وهم يقولون الإيمان قول فقط، وهذا إرجاء، وظهر في الشاشات ليدس السم في العسل كما فعل آخر قبله، المهم أصدقاء كثيرون لي يعتبرونه الشيخ رقم ١ عندهم، والسؤال: بعد التناصح والتوضيح لهم، إن أصروا على مشاهدة برامجه، فما الشروط التي تبيح أخذ العلم منه فأقولها لهم؟ ما شروط أخذ العامي العلم من أشعري ويتمنهج الإرجاء؟ قلتم لا تمنع الاستفادة ممن عنده خير ما دام تجنب أخطائه ممكن، فكيف يستفيد أصدقائي من هذا الداعية بدون أن يتعلموا ما هو خاطئ؟ فهم عوام لن يستطيعوا التفرقة فليس عندهم علم كاف بأصول ما عليه السلف، ويريدون مشاهدته؟ فما الشروط؟
بارك الله فيكم وجزاكم خيرا، ولا تحسبون في أسلوبي سخرية منه أو من منهجه إنما فقط أقول الوصف الذي هم عليه، وأذكر ما يقول ويفعل ولا أقصد الإهانة، وأرجو الإجابة سريعا فبرنامجه يعرض في رمضان وأريد الإفادة والنفع لهم في وقت قريب.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فننصحك أولا بالتثبت مما قيل في هذا الشخص، فلا بد من استصحاب العدالة التي هي الأصل في المسلم، ولا يقبل جرحه إلا ببينة، وراجع في تقييم الدعاة الفتوى رقم: 70367، وتوابعها.

والأصل حمل العلم عن العلماء الثقات الملتزمين طريق السلف، وأما تلقي العلم من غيرهم فلا يكون للعامي، وإنما يكون لمن يستطيع التمييز بين الخطأ والصواب في العلم إذا لم يوجد غيرهم، وانظر الفتويين التالية أرقامهما: 128871، 65646.

ونكرر التنبيه بالتثبت قبل الحكم على الناس.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة