السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وجزاكم الله خيرا على هذا الموقع وبعد:فأنا شاب ابن التاسعة عشرة أعيش فى مجتمع إذا أراد أحد أهله أن يدعوا على أحد يقول يورثك وهى تعني يقتل مولاك فهل هذا مخرج من الملة؟ علما بأنهم على ما أعتقد لايقولونها استهزاء بالله سبحانه وتعالى وإذا كان كذلك فماذا علي من أجل التوبة؟ وكيف أخبر المجتمع بذلك؟ وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن هذه العبارة يقولها أولئك القوم في الأصل دعوة يخاطب بها العبيد والحيوان، ونحو ذلك، ويراد بها في الحقيقة الدعاء على الملاك أن يموتوا فتورث عليهم أملاكهم، وقد يخاطب بها الأحرار على سبيل التجوز في الكلام من غير قصد معناه الحقيقي الذي هو الدعاء على مالك ذلك الشخص الحر، الذي هو الله سبحانه وتعالى، وكيف يكون قصد المتكلم هو ذلك، والعبارة في الأصل سؤال لله تعالى.
والاستخدام الأصلي لهذه العبارة لا يتوجه إليه الاستشكال الذي ذكره السائل، لكنه لا يجوز إذا قصد به حقيقة الدعاء على ذلك المسلم ظلما وعدوانا، اللهم إلا إذا قالها القائل من باب ما تقوله العرب من الدعاء الذي لاتراد حقيقته كقولهم: ثكلته أمه، وتربت يداه، ونحو ذلك.
وقد تكلم النبي صلى الله عليه وسلم بمثل هذا، فدل ذلك على جوازه، فقد قال لأحد الصحابة: "ثكلتك أمك، وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم" رواه الترمذي وغيره من حديث معاذ.
وقال لآخر: "فاظفر بذات الدين تربت يداك" متفق عليه من حديث أبى هريرة.
وقال لأم سلمة: "تربت يمينك فبم يشبهها ولدها" متفق عليه أيضا.
أما الاستخدام الآخر، فهو الذي يتوجه إليه استشكال السائل، وبما قدمناه من أن هذه العبارة لا يقصد بها حقيقتها التي هي الدعاء على مالك ذلك الشخص الحر يرتفع الإشكال، ويكون ذلك القول غير قادح في معتقده، وإن كان الأولى اجتنابه بعدا عن إيهام الوقوع فيما استشكله.
وقد نهى الله سبحانه وتعالى المؤمنين عن بعض الألفاظ التي فيها شبه بألفاظ يستخدمها اليهود بقصد سيء، قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب أليم) [البقرة:104].
والله أعلم.