التورية في اليمين تجوز بشروط

0 122

السؤال

حصلت مشادة كلامية بيني وبين أخي الكبير، فذهب إلى أبي و قال له إنني أفعل شيئا يعاقب عليه أبي، وحين سألني أبي قلت له لا لم أفعل فجاءني بمصحف وقال لي احلف أنك لم تفعل ذلك الشيء، فقلت إنني لم أفعل ذلك الشيء حاليا، ولكنني أفعله عادة، وذلك استنادا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إنما الأعمال بالنيات ـ ولم أكن أعلم شيئا عن يمين الغموس... فهل يعتبر ذلك الحلف يمين غموس؟ وما هي كفارته؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كنت حلفت لأبيك أنك لم تفعل الشيء الذي استحلفك بشأنه وأنت قد فعلته، فهذه يمين كاذبة، وهي المسماة يمين الغموس، وكفارتها التوبة إلى الله تعالى والاستغفار منها، وليس لها كفارة إلا ذاك عند أكثر أهل العلم، لكن إذا كنت استخدمت التورية بمعنى أنك حلفت أنك لم تفعل ذلك الشيء وأنت تقصد: زمنا معينا ـ لم تفعله فيه، فلا شيء عليك إذا لم يترتب على توريتك إحقاق باطل أو إبطال حق، وقد بينا معنى التورية وحكمها وأن فيها مخرجا من الكذب، حيث يمكن أن يلجأ إليها المسلم إذا كان لا يريد الإخبار بالحقيقة لسبب ما، ولا يرضى بالوقوع في الكذب، وانظر الفتوى: 4512.

لكن لابد من التنبيه إلى أن التورية ليست جائزة بإطلاق، والسائل لم يبين الشيء الذي استحلفه أبوه من أجله لنعلم هل تجوز له فيه التورية أم لا، وعلى العموم فقد ذكرنا ضوابط أحكام ‏التورية ومتى تجوز ومتى تمنع، وذلك في الفتويين رقم: 71299،‏ ورقم: 220198، فلتراجعهما لتعلم حكم التورية في مثل حالتك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة