السؤال
ما هو هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- وسنته عند قيامه لصلاة التهجد؟
وشكرا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان السؤال عن هديه -صلى الله عليه وسلم- في صلاة التهجد بعد الاستيقاظ من النوم؛ فقد أوضح ذلك ابن القيم في كتاب زاد المعاد, وإليك نص كلامه: وكان إذا استيقظ، بدأ بالسواك، ثم يذكر الله تعالى، وقد تقدم ذكر ما كان يقوله عند استيقاظه، ثم يتطهر، ثم يصلي ركعتين خفيفتين، كما في "صحيح مسلم" عن عائشة قالت: (كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا قام من الليل افتتح صلاته بركعتين خفيفتين). وأمر بذلك في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (إذا قام أحدكم من الليل، فليفتتح صلاته بركعتين خفيفتين) رواه مسلم.
وكان يقوم تارة إذا انتصف الليل، أو قبله بقليل، أو بعده بقليل، وربما كان يقوم إذا سمع الصارخ وهو الديك وهو إنما يصيح في النصف الثاني، وكان يقطع ورده تارة، ويصله تارة وهو الأكثر، ويقطعه، كما قال ابن عباس في حديث مبيته عنده: (أنه صلى الله عليه وسلم استيقظ، فتسوك، وتوضأ، وهو يقول: {إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب} [آل عمران: 190]. فقرأ هؤلاء الآيات حتى ختم السورة، ثم قام فصلى ركعتين أطال فيهما القيام والركوع والسجود، ثم انصرف، فنام حتى نفخ، ثم فعل ذلك ثلاث مرات بست ركعات، كل ذلك يستاك ويتوضأ، ويقرأ هؤلاء الآيات، ثم أوتر بثلاث، فأذن المؤذن، فخرج إلى الصلاة وهو يقول: (اللهم اجعل في قلبي نورا، وفي لساني نورا، واجعل في سمعي نورا، واجعل في بصري نورا، واجعل من خلفي نورا، ومن أمامي نورا، واجعل من فوقي نورا، ومن تحتي نورا، اللهم أعطني نورا) رواه مسلم.
ولم يذكر ابن عباس افتتاحه بركعتين خفيفتين كما ذكرته عائشة، فإما أنه كان يفعل هذا تارة، وهذا تارة، وإما أن تكون عائشة حفظت ما لم يحفظ ابن عباس، وهو الأظهر لملازمتها له، ولمراعاتها ذلك، ولكونها أعلم الخلق بقيامه بالليل، وابن عباس إنما شاهده ليلة المبيت عند خالته، وإذا اختلف ابن عباس وعائشة في شيء من أمر قيامه بالليل، فالقول ما قالت عائشة. انتهى.
وراجع بعض الأذكار المأثورة عند الاستيقاظ من النوم، وذلك في الفتوى رقم: 144295.
وللمزيد عن صفة صلاة الليل راجع الفتوى رقم: 53992.
والله أعلم.