السؤال
أقيم في دولة أوروبية وتوجد جالية عربية ضخمة وأغلبها من الشباب المسلم الضائع وأحاول مع جمع من شباب الصحوة المسلم الإصلاح ونتجالس ونتدارس الكتب الموافقة لعقيدة أهل السنة والجماعة أما الأمور التي قد نختلف فيها فنردها إلى أهل العلم ونحاول أن نتدارس بعض الكتب المختلفة والمشروحة في العبادات والعقيدة وقد أخبرني أخ لي في الله أن ما نفعله من مجالس من هذا القبيل وما يحدث من زلات في هذه المجالس التي لا بد منها ونحاول ملاحظتها دائما لا يجوز بدون عالم فهل هذا صحيح؟ لا سيما أن هناك آثارا طيبة جدا ومباركة على شبابنا وقال لي أيضا إننا الآن يجب أن نهتم فقط بأنفسنا نعلمها جيدا لأننا في عصر الفتن مستندا إلى الآية (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا إهتديتم) هل ينطبق علينا الآن معنى هذه الآية؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فجزاكم الله خيرا على ما تقومون به من الدعوة والاصلاح ونشر الخير، وهنيئا لكم البشارات النبوية الواردة في حق الدعاة ومعلمي الناس الخير، وانظر في ذلك الفتوى رقم: 23866، والفتوى رقم: 21061.
ولا يشترط وجود عالم معكم في كل أموركم الدعوية، ولكن يجب أن لا يفصل في أمر يتوقف على حكم شرعي إلا بعد معرفة حكم الله في تلك المسألة من خلال سؤال أهل العلم.
وأما الاستدلال بقول الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعملون [المائدة:105]. على ترك الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهو من ضرب النصوص الشرعية بعضها ببعض، ووضع لهذه الآية في غير موضعها، فإن الله تعالى قال في الآية إذا اهتديتم ومن الهداية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والأخذ على يد الظالم، فإن فعل المسلم كل ذلك فلا يضره من ضل.
وانظر الفتوى رقم: 27530، والفتوى رقم: 5380.
والله أعلم.