الأفضل أن يؤم القوم من لا يعرف بالمعاصي والذنوب

0 256

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهسيدي نحن مجموعة من الشباب نقيم في بلد أجنبي للعمل وعائلاتنا ليست معنا، أحد الشباب الذين معنا تقي جدا وقلبه مليء بالإيمان ويحفظ كثيرا من القرآن لذلك هو الذي يؤمنا في الصلاة، ولكن نحن نعلم أنه في بعض الأحيان يقوم بالنظر من خلال الإنترنت إلى المواقع الخليعة هداه الله، نتيجة الضغط النفسي الذي نعاني منه جميعا في هذا البلد الفاسق الكافر، فماذا نعمل؟ هل نبقى نصلي خلفه ونحن نعلم أن قلبه غير نقي 100% أم لا نصلي خلفه علما أنه لسانه دائم الذكر والاستغفار والجلوس معه كله حسنات من شدة ورعه وحسن خلقه وعلمه بالسنة والمواعظ التي كلها فائدة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فنسأل الله تعالى أن يهديكم جميعا لما فيه الخير والصلاح والسداد والرشاد،
ولتعلموا جميعا أن عز العبد في طاعة ربه، وذله في معصيته، وأن المعاصي أعظم سبب للبلاء والمحن، وأن الطاعة باب شرح الصدور والعيش الهانئ السعيد في الدنيا والآخرة، وإن لكم عندنا نصائح عديدة:
أولها: ترك بلاد الكفر، والعودة إلى ديار الإسلام إذ لا يجوز لمسلم أن يقيم في بلاد الكفار إلا لضرورة لا يمكن تحصيلها في بلاد المسلمين، كعلم يحتاج المسلمون إليه أو الدعوة إلى الله تعالى، وقد بينا ذلك بأدلته في الفتاوى ذات الأرقام التالية:
5045، 23168، 22641.
ثانيها: الإقلاع عن مشاهدة المواقع الإباحية، لما تشتمل عليه من صور خليعة محرمة، لأن العمر يمضي، والأيام لا تعود، وكل يوم يمر فهو يشهد عليكم يوم القيامة ، فاغتنموا فيه الخيرات، وجانبوا المحرمات، قبل أن يفجأكم الموت على تلك الحال التي لا يرضاها الخالق سبحانه وتعالى، وراجعوا الفتاوى ذات الأرقام التالية: 22620، 27402، 21807.
ثالثها: أن الصلاة في جماعة في المساجد واجبة على الرجال الأحرار البالغين، ما لم يكن عذر يمنع من ذلك، كالخوف أو المرض، فيجب عليكم أداء الصلوات حيث ينادى بهن، فإن لم يكن بجواركم مسجد للصلاة، فلتسعوا في بناء مسجد لإقامة شعائر الله في أرضه، وحتى تتمكنوا من ذلك فلا مانع من الصلاة خلف الشخص المذكور، وإن كان الأفضل أن يؤمكم غيره ممن لا يعرف بالمعاصي والذنوب، وصلاتكم صحيحة على كل حال إن شاء الله، وإننا لننصح الأخ المذكور بتقوى الله، ومحاربة الهوى والشيطان، لاسيما أن الناس قد اتخذوه إماما وقدوة، والقدوة كلما وقع في منكر وعلم الناس به، وقعوا هم في ما هو أشد منه، والله نسأل التوفيق للجميع، والخير العميم في الدنيا والآخرة.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة