حكم هجر الشخص صديقه الذي يحادث أخته ويمشي معها دون وجود علاقة شرعية بينهما

0 139

السؤال

أختي ـ غفر الله لها ـ افتقدناها يوما الساعة 11 مساء، وهو وقت متأخر من الليل، فبحثنا عنها فوجدناها في الشارع المجاور تتمشي مع شاب كنت أعرفه، واكتشفت أنها كانت تحادثه ـ بغض النظر عما حدث بعدها ـ إلا أنني قطعت علاقتي به نهائيا، وإذا رأيته لا أنظر في وجهه وأحتقره أشد الاحتقار، فقد خانني حيث كان يواعد أختي، وإذا لقيته في الشارع تبسم ابتسامة المختال بنفسه، فكيف بعد هذا كله أذهب إليه وأصالحه أو أصافحه أو أكلمه؟ بأي ذل أفعل هذا؟ وكأنني قد أهنت رجولتي ومروءتي إن فعلت ذلك، مع أنني لم أقاطع أحدا من أهله.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فوقوع هذا الصديق فيما ذكرت لا يبرر الهجر والقطيعة التامة ـ لا سيما لو أظهر التوبة ـ فإن تاب إلى الله وأناب فالحمد لله، وإلا فاهجره إن غلب على ظنك أن ينفعه الهجر, وانظر الفتويين رقم: 14139, ورقم: 134761.

فإن كان لا ينتفع بالهجر، فيسعك أن تكتفي بإلقاء السلام عليه، فإن إلقاء السلام يقطع الهجر عند الجمهور، وانظر الفتوى رقم: 194027.

لكن إن كنت تتخوف منه ضررا على نفسك أو أختك، فلك أن تهجره، ولا تلقي السلام، قال الحافظ أبو عمر ابن عبد البر: أجمعوا على أنه يجوز الهجر فوق ثلاث، لمن كانت ‏مكالمته تجلب نقصا على المخاطب في دينه، أو مضرة تحصل عليه في نفسه، أو دنياه، فرب ‏هجر جميل خير من مخالطة مؤذية. انتهى.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة