المعتبر في اختيار الزوجة واقعها الحالي؛ لا ماضيها

0 134

السؤال

أنا شاب عمري 23 سنة من مصر، أحبب فتاة من السعودية عن طريق الإنترنت؛ فهي كانت ذات خلق رغم الفساد الذي كان يزعجني بين الشباب والبنات على الفيس بوك، فهي هادئة، ومحترمة، وبعد فترة وعدتها بالزواج، ولأن الأهل لا يقبلون بعلاقات الإنترنت اتفقنا على أن ننتظر حتى أنهي التجنيد وأسافر، لأني أيضا كنت أنوي السفر، ولكني لم أحدد الوجهة، سأسافر لها، وأعمل هناك، وأتزوجها، واتفقنا على أن نكون صرحاء إن كنا صادقين في أمر الزواج، وأتت لي في يوم واعترفت أنه تم اغتصابها في عمر 10 سنوات، مع العلم أن عمرها الآن 21 سنة، من قبل أخيها، وهددها بأن لا تتكلم، وبالفعل لا أحد يعرف عن الحادثة إلا أنا حتى الآن، فلا أخفيكم غاظت علي نفسي، ولكن أعلم أنه لا ذنب لها، خصوصا أنه غدر أخ بعد أن ربطها بالسرير، واغتصبها من الدبر.
أفيدوني ماذا أفعل هل أقبل وأحاول نسيان الأمر أم سيكون صعبا؟ خصوصا أنه أخوها وسأتذكر هذا كل ما أقابله. مع العلم أني أسمع الكثير من القصص الإباحية في السعودية، ولا أريد أن أتخلى عنها، وأخاف أن أتزوجها ولا أنسى، ولا بد حتى أتزوجها أن أنتقم من أخيها لفعلته.
أفيدوني لأني تائه، وبدأت أشك هل هي محترمة أم تمثل الاحترام! رغم أني حاولت معها كثيرا، واختبرتها ونجحت، ولا أدري ماذا أفعل؟!

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالاعتبار بما عليه هذه الفتاة الآن، وما إن كانت دينه خلوقة أم لا؛ فقد روى البخاري، ومسلم، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها؛ فاظفر بذات الدين تربت يداك. وإن كانت فعلا قد اغتصبت فلا جريرة عليها فيما وقع.

ومع هذا فإننا نقول إن الزواج الذي يكون سببه التعارف عبر وسائل التواصل كثيرا ما يكون مصيره الفشل بسبب عدم إمكانية التأكد من مدى الصدق، فإذا انضاف إلى ذلك ما يمكن أن تخشى حدوثه من مفاسد بسبب ذلك التصرف الذي صدر تجاهها من أخيها، فنرى أن الأولى أن تجتنب أمر الزواج منها، وأن تبحث عن امرأة صالحة غيرها. ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم: 8757. والواجب عليك قطع أي علاقة بينك وبينها؛ فإنها أجنبية عنك، وراجع الفتوى رقم: 30003.

وننبه إلى خطأ ما أقدمت عليه هذه الفتاة وإخبارها إياك بما حدث لها من أخيها، فقد كان ينبغي لها أن تستر الأمر، وقد ستره الله. ثم إن من أعظم الجرائم ما يسمى بزنا المحارم، وانظر فيه الفتوى رقم: 29514.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة