السؤال
ارتكبت معاصي كثيرة زنيت - كذبت - سرقت، وعندما أكتشف زوجي وضعي اعترفت له وندمت على كل شيء عملته في حياتي وتبت إلى الله عز وجل وندمت على ما فعلت ندما كبيرا وأصبحت أصلي ولا أترك فرضا وأحيانا عندما أرى زوجي منزعجا من الماضي الذي فعلته أفكر في الانتحار، لكوني لا أستحق الحياة ثم أقول هذا كفر، وطلبت من زوجي أن يتركني على أولادي ويفعل ما يريد، حتى قلت له تزوج مرة ثانية وسوف أخدمك أنت وهي، وأستحق كل شيء يفعله بي، وقمت بتقبيل رجله أكثر من مرة وفعلا تركني معه، ولكنه يتذكر الماضي في بعض الأوقات، ولا أعرف كيف أرضيه هل من سبيل إلى نسيان الماضي هل من سبيل إلى إسعاد زوجي، مع العلم بأنه من أنبل الناس ومن أرقى الناس في التعامل، وهذا هو الذي يفطر قلبي أكثر، إذا كان هناك شيء تعرفونه مهما كان أرشدوني إليه؟ وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كان الحال كما ذكرت، فنسأل الله تعالى أن يتوب عليك، وأن يجنبك الشرور والفتن، وأن يجعل مستقبلك خيرا من ماضيك، ونقول: إن المرء إذا عصى الله تعالى ثم تاب، تاب الله عليه، فقد قال عز وجل عن نفسه: غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير [غافر:3].
وقال تعالى: ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات وأن الله هو التواب الرحيم [التوبة:104].
ولا بد من أن يثق العبد بذلك، فإن وعد الله لا يخلف، وحق الله تعالى في جانب العفو والصفح أرجح، وما دمت قد تركت ما ذكرت وندمت عليه وعزمت على عدم العودة إليه، فمغفرة الله لك مرجوة، وعفو الله عنك مأمول، ولا شيء عليك تجاه زوجك إن شاء الله ما دام قد سامحك ورضي عنك ولو عادت المشكلة إلى ذاكرته في وقت من الأوقات، لأن الطبع البشري لا يخلو من تذكر إساءة الآخرين، لاسيما إذا كانت الإساءة بالصورة المذكورة، لأن الطبع الحر والقلب المؤمن لا يرضى بها لنفسه ولا لغيره.
وعليك دائما بتذكيره بآيات العفو والصفح في القرآن الكريم، كقوله تعالى: وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم [النور:22].
وقوله تعالى: فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين [المائدة:13]، وراجعي الفتاوى ذات الأرقام التالية: 22413، 26714، 17335.
والله أعلم.