السؤال
هل يجب على الزوجة تنظيف أطفالها بعد قضاء الحاجة وإماطة الأذى عنهم والقيام بمذاكرة دروسهم؟ والقيام بغسلهم ومداواتهم أثناء المرض؟ أم هذا في الأصل واجب على الزوج وليس على الزوجة، وإنما هو حق لها يجوز أن تتنازل عنه؟ وهل يجوز للزوج منعها من ذلك دون مبرر؟ أم يحرم عليه ذلك؟ وكل هذا في حالة قيام الرابطة الزوجية بينهما، أرجو الإجابة على المعتمد من المذاهب الأربعة.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: والرجل راع في أهله، وهو مسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها، ومسئولة عن رعيتها.... الحديث متفق عليه.
وفي رواية لأحمد وأبي داود وابن حبان: والمرأة راعية على بيت بعلها وولده... اهـ.
قال النووي رحمه الله تعالى: كلكم راع ـ أي حافظ مؤتمن ملتزم صلاح ما قام عليه وما هو تحت نظره... اهـ.
وقد بين العلماء المقصود بالرعاية الموكلة إلى الرجل والرعاية الموكلة إلى المرأة، قال الحافظ ابن حجر: رعاية الرجل أهله سياسته لأمرهم وإيصالهم حقوقهم، ورعاية المرأة تدبير أمر البيت والأولاد.... إلخ.
وقال الشيخ ابن عثيمين مبينا حدود رعاية الزوجة في بيت زوجها: مسؤولة أيضا عن أولادها في إصلاحهم وإصلاح أحوالهم وشؤونهم، كإلباسهم الثياب، وخلع الثياب غير النظيفة، وتغيير فراشهم الذي ينامون عليه، وتغطيتهم في الشتاء وهكذا، مسؤولة عن كل هذا، مسؤولة عن الطبخ وإحسانه ونضجه، وهكذا مسؤولة عن كل ما في البيت.
والتربية على الأخلاق الفاضلة والاستقامة على الدين مسؤولية الوالدين كليهما، ومسؤولية التعليم هي ألصق بالأب من الأم، قال النووي: إن على الأب تأديب ولده وتعليمه ما يحتاج إليه من وظائف الدين، وهذا التعليم واجب على الأب وسائر الأولياء قبل بلوغ الصبي والصبية... اهـ.
ولا شك أن هذه الرعاية من كليهما تكمل بالتعاون لا بالخصومة والخلاف، وليس لأحد الزوجين أن يمنع الآخر من فعل أوجبه الله تعالى عليه من الرعاية، وانظر المزيد في الفتوى رقم: 119096، عن واجبات المرأة نحو بيتها وزوجها وأولادها، والفتوى رقم: 178365، عن الواجبات التي تختص بالزوج دون الزوجة، والفتوى رقم: 199013، في كون تربية الأولاد مسؤولية الوالدين.
والله أعلم.