السؤال
حرية الاعتقاد لليهود والنصارى وغيرهم, والاعتراف بحقهم بها، وحرية دعوتهم، وإظهار دينهم في مجتمع متعدد الديانات، هل يصح؟ وهل يصح في دولة مسلمة أيضا؟ فقد سمعت ذلك من أستاذ دكتور في جامعة الأزهر، ويقول أدلة من القرآن والسنة، فهل هذا صحيح؟
حرية الاعتقاد لليهود والنصارى وغيرهم, والاعتراف بحقهم بها، وحرية دعوتهم، وإظهار دينهم في مجتمع متعدد الديانات، هل يصح؟ وهل يصح في دولة مسلمة أيضا؟ فقد سمعت ذلك من أستاذ دكتور في جامعة الأزهر، ويقول أدلة من القرآن والسنة، فهل هذا صحيح؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن موقعنا ليس معنيا بمتابعة كلام الناس، ولا الردود، ولا التعقيب عليها، ولكن قول من يقول: إن الإسلام أباح حرية العقيدة، ليس صحيحا على إطلاقه، فالإسلام لا يكره الناس على الدخول فيه بالقوة، والقهر، ولكنه يدعو الناس، ويحضهم على ما أوجب عليهم خالقهم من التوحيد، والعبودية لله تعالى، ولا يقبل من أحد في دولة الإسلام أن يدعو الناس إلى الكفر؛ قال الشيخ ابن باز -رحمه الله تعالى-: الإسلام لا يقر حرية العقيدة، وإنما الإسلام يأمر بالعقيدة الصالحة، ويلزم بها، ويفرضها على الناس، ولا يجعل الإنسان حرا يختار ما شاء من الأديان، لا، القول بأن الإسلام يجيز حرية العقيدة، هذا غلط، الإسلام يوجب توحيد الله، والإخلاص له سبحانه، والالتزام بدينه، والدخول في الإسلام، والبعد عما حرم الله. وأعظم الواجبات وأهمها: توحيد الله، والإخلاص له، وأعظم المعاصي، وأعظم الذنوب: الشرك بالله -عز وجل-، وفعل ما يكفر العبد من سائر أنواع الإلحاد، والله سبحانه يقول: واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا، ويقول سبحانه: وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه. اهـ.
وسئل الشيخ ابن عثيمين: نسمع ونقرأ كلمة حرية الفكر، وهي دعوة إلى حرية الاعتقاد، فما تعليقكم على ذلك؟
فقال: تعليقنا على ذلك: أن الذي يجيز أن يكون الإنسان حر الاعتقاد، يعتقد ما شاء من الأديان، فإنه كافر؛ لأن كل من اعتقد أن أحدا يسوغ له أن يتدين بغير دين محمد -صلى الله عليه وسلم-، فإنه كافر بالله -عز وجل- يستتاب، فإن تاب، وإلا وجب قتله، والأديان ليست أفكارا، ولكنها وحي من الله -عز وجل- ينزله على رسله، ليسير عباده عليه.
وخلاصة الجواب: أن من اعتقد أنه يجوز لأحد أن يتدين بما شاء، وأنه حر فيما يتدين به، فإنه كافر بالله -عز وجل-؛ لأن الله تعالى يقول: ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه، ويقول: إن الدين عند الله الإسلام. فلا يجوز لأحد أن يعتقد أن دينا سوى الإسلام جائز يجوز للإنسان أن يتعبد به، بل إذا اعتقد هذا فقد صرح أهل العلم بأنه كافر كفرا مخرجا عن الملة. اهـ.
وعليه؛ فإن أريد بحرية الاعتقاد أنه لا يكره اليهودي، أو النصراني على الدخول في الإسلام، فهذا حق، وإن أريد به أن يمكن هذا الكافر من الدعوة إلى دينه، ونشر معتقده في بلاد الإسلام فهذا باطل، وكذا لو أريد بحرية الاعتقاد أنه يجوز اتباع أي دين.
والله أعلم.