السؤال
يدعي المغاربة أن عندهم أسانيد متواترة لبعض الطرق عن الإمام نافع، لا توجد لا في النشر، ولا في الطيبة، ولا في الشاطبية، مثل طريق عبد الصمد العتقي عن ورش، ويعتمدون في هذا على كتاب التعريف للداني، ويدعون أنه وصلهم بالتواتر، لكنهم لم يعطوا لنا أبدا هذه الأسانيد. فهل عندهم فعلا هذا التواتر؟ وهل تصح القراءة بطريق العتقي مثلا؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فللجنة العلمية لمراجعة مصحف المدينة النبوية فتوى حول هذا الموضوع بعنوان: إقراء قراءة الإمام نافع ببعض الأوجه التي تضمنها كتاب التعريف للداني. جاء في آخرها: لذا نرى أن كل من يجترئ على الإقراء بأي وجه من الأوجه التي شذت عن القراء العشرة يجب على أولي الأمر وأهل العلم منعه من ذلك في أي مكان، ولا عبرة بما ذكر من أوجه في بعض الكتب مثل كتاب التعريف للإمام الداني، لأن علماءنا الأثبات قد محصوا هذه الأوجه ودققوها، وبينوا صحيحها من سقيمها، ولم يتركوا شاردة ولا واردة إلا نظروا فيها بإمعان وروية. اهـ.
وقد تناول الشيخ الدكتور/ عبد الهادي حميتو -أحد أبرز علماء القرآن في المغرب- هذه الفتوى بالنقد، وناقش مضمونها في بحث مفيد سماه (العشر النافعية وتواتر القراءة بها عند المغاربة).
ووعد في نهايته بإتباعه بقسم آخر يتناول فيه ثبوت التواتر عن المغاربة، وقال: فلنتابع القضية في القسم الثاني لنرى هل تواترت في المغرب أيضا أم لا؟ وذلك ما سوف نسعى إلى إثباته بعون الله من غير طرق التعريف، ثم من طرقه. اهـ.
ونحن في انتظار صدور هذا القسم الثاني من بحثه.
والله أعلم.