السؤال
بطلب من زوجي المتزوج في الأصل ولديه ثلاث بنات وصبي، أجريت خمس عمليات أطفال أنابيب لأجل الحمل بذكر، وفشلت الخمس، ونجحت السادسة، وأنا حامل الآن بتوأم ذكور. علما أنه أجرى لزوجته كذلك عمليتين، وأنجبت له أيضا توأم ذكور.
والآن يهددني بالزواج للمرة الثالثة إن لم أجر بعد ولادتي فورا عملية زرع طفل أنابيب. علما أني لم أعد أستطيع ذلك بسبب تعب جسدي.
ما حكم الشرع في هذا الأمر؟ وهل هذا حرام؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلم نفهم إلى ماذا تشيرين بقولك: هل هذا حرام؟ فإن كان المقصود أمره إياك بإجراء هذه العملية من أجل الإنجاب؛ فمن حقه مطالبتك بالإنجاب بما تجري به العادة، وما زاد على ذلك -كإجراء العملية- لا تجب طاعته فيه؛ لأن الله تعالى أوجب طاعة الزوج في المعروف، كما هو مبين في الفتوى رقم: 1780. والأحكام الشرعية تجري على ما هو معتاد دون ما زاد على ذلك، ولذلك كثيرا ما يعلق عليه الفقهاء ما يذكرون من أحكام في الفقه.
وإن كنت تقصدين السؤال عن حكم تهديده لك بالزواج من ثالثة؛ فمن حقه ذلك إن كان قادرا على العدل، ولكن لا ينبغي له أن يجعل هذا سوطا مسلطا عليك يهددك به، فهذا مما يتنافى مع حسن العشرة الذي جاء به الأمر الرباني في قوله تعالى: وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا {النساء:19}، ومخالفا أيضا للتوجيه النبوي في قوله عليه الصلاة والسلام: "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي". رواه الترمذي عن عائشة -رضي الله عنها-، وابن ماجه عن ابن عباس -رضي الله عنهما-.
والله أعلم.