السؤال
عندي مشكلة وهي أني مصاب بالتأتأة في التحدث وبشكل واضح حتى أن البعض لا يفهمني ماذا أقول مما يسبب لي الإزعاج لأن بعض الكلمات لا أستطيع نطقها لكن هذا لا يهمني كثيرا الذي يهمني أكثر هو عند قراءتي للقرآن بعض الآيات لا أستطيع نطقها بشكل واضح كما أن الجماعة في المسجد دائما تلح علي بأن أؤمهم وأنا أرفض بحجة صعوبة نطق بعض الآيات لأن البعض يفهم بأنني أخطئ في القراءة مما يجعلني أتحسر كثيرا على عدم قيامي بأن أكون إماما لهذه الجماعة ودائما يأتيني لوم من الإخوة السؤال: ما هي الطريقة في معالجة هذه المشكلة لأنني بداخل نفسي أتمنى بأن أكون إماما لهذه الجماعة وغيرها؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن التأتأة لا تمنع من تجويد القرآن وترتيله، واعلم أن الترتيل هو سنة التلاوة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرتله ترتيلا، تقول حفصة رضي الله عنها: وكان يقرأ بالسورة فيرتلها حتى تكون أطول من أطول منها. رواه مسلم.
وقد مدح النبي صلى الله عليه وسلم الترتيل في قوله: يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها رواه أحمد وأبو دواد والترمذي.
أما الطريقة الصحيحة لمعالجة مشكلة النطق وعدم الفصاحة، فإنها التدريب وكثرة التمرينات والتأني في القراءة، بأن تحاول قراءة الكلمة أو الآية حرفا حرفا، هذا تفعله خارج الصلاة، بأن تكون وحدك أولا، فإذا اطمأننت إلى استقامة ألفاظك جربت ذلك مع من يستمع إليك من الأشياخ المقرئين للقرآن، وسوف تجد الفائدة إن شاء الله، المهم أن لا تتعجل في التلاوة.
يقول القرطبي في التفسير: ورتل القرآن ترتيلا أي: لا تعجل بقراءة القرآن، بل اقرأه في مهل وبيان مع تدبر المعاني.
وقال الضحاك: اقرأه حرفا حرفا. ، وقال مجاهد: أحب الناس في القراءة إلى الله أعقلهم عنه.....
فإذا بذلت الوسع فلا حرج عليك بعد ذلك في ما هو خارج عن طاقتك، وننصحك بأن لا تؤم الناس ما لم تحس في نفسك القدرة على السلامة من الخطأ أو التتعتع في ما تقرأ، وذلك صونا لمكانة الإمامة في الصلاة، ورفعا للحرج عنك أنت.
وننهبك إلى أن ما كان خلقة من التتعتع ينبغي ألا تحزن به، ولا يحملنك على التفكير فقد كان في من سلف علماء كبار هذه صفتهم، ولم يحط ذلك من أقدارهم.
والله أعلم.