السؤال
ما حكم قول (أنا سوف أفعل كذا وكذا والباقي على الله) هل فيها عدم توكل على الله أم ماذا؟ لأن التوكل على الله في هذه الحالة أتى بعد التوكل على النفس.
أرشدونا لأننا نقولها كثيرا ونخشى من أن نشرك بالله ونحن لا نعلم ووفقكم الله.
ما حكم قول (أنا سوف أفعل كذا وكذا والباقي على الله) هل فيها عدم توكل على الله أم ماذا؟ لأن التوكل على الله في هذه الحالة أتى بعد التوكل على النفس.
أرشدونا لأننا نقولها كثيرا ونخشى من أن نشرك بالله ونحن لا نعلم ووفقكم الله.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن التوكل على الله مطلوب في كل حال، كما قال الله تعالى: وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين [المائدة:23]، وقال الله تعالى: وتوكل على الحي الذي لا يموت [الفرقان:58]، وقال الله تعالى: ومن يتوكل على الله فهو حسبه [الطلاق:3]. وهذا التوكل عرفه العلماء بمباشرة الأسباب مع استشعار أنها لا تؤثر إلا بإذن الله، وعليه فالاعتماد الحقيقي في إنجاح المهمة على الله وحده، ولا يمنع ذلك أن تفعل ما تستطيع من الأسباب، فبذل السبب لا يناقض التوكل إذا كنت معتمدا على الله أثناء بذل السبب كما في الحديث: قيدها وتوكل. رواه الحاكم وجود إسناده الذهبي وحسنه الألباني، وفي رواية: اعقلها وتوكل. رواه ابن حبان والترمذي وحسنه الألباني. ويدل لهذا تخطيط النبي صلى الله عليه وسلم في الهجرة، فقد بذل أسبابا محكمة، ولما وقف المشركون على فم الغار قال أبو بكر لو نظر أحدهم تحت قدميه لأبصرنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما. رواه البخاري ومسلم. كما يدل له أنه لبس درعه في غزوة أحد، كما في المسند بسند صحيح، وبناء عليه فإن من بذل وسعه في تحقيق مهمة وكان اعتماده في نجاحها على الله لا يعد فعله هذا منافيا للتوكل، لأن تعاطي الأسباب لا يتنافى في التوكل، أما إذا كان معتمدا على نفسه فقط وإذا عجز في الأخير يتوكل على الله، فهذا هو الاعتماد على النفس المنافي للتوكل. ولكن القولة المذكورة في السؤال غالبا يقصد منها قائلها أنه سوف يأخذ بالأسباب التي من شأنها أن توصله إلى المهمة، ولكن النجاح الفعلي لا يتحمله وليس مسؤولا عنه، وهذا هو المعبر عنه بالباقي على الله -أي ليس لي -دخل- وعليه، فلا حرج في هذه المقولة. والله أعلم.