معنى "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر.."

0 483

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر"، فما معنى كبر هنا، فمثلا عند شراء سيارة جديدة هناك نوع من التباهي في قلبي أحاول ألا يظهر على تصرفاتي، فهل هذا كبر؟
من لا يدخل الجنة هل هو مخلد في النار؟ وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد بين حقيقة الكبر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم وأحمد وغيرهما من حديث عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنا، قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس. ومعنى بطر الحق: دفعه وإنكاره ترفعا وتجبرا. ومعنى غمط الناس: احتقارهم. وفي هذا الحديث بيان أن محبة الإنسان أن يكون ثوبه حسنا ومركبه حسنا ونحو ذلك ليس من الكبر ولا من العجب المنهي عنه، قال الإمام الغزالي في الإحياء 3/371: العجب هو استعظام النعمة والركون إليها مع نسيان إضافتها إلى المنعم. انتهى. وانظر الفتوى رقم: 15081. وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم: لا يدخل الجنة... فقال الإمام النووي في شرحه: الظاهر ما اختاره القاضي عياض وغيره من المحققين أنه لا يدخل الجنة دون مجازاة إن جازاه، وقيل: هذا جزاؤه لو جازاه وقد يتكرم بأنه لا يجازيه، بل لا بد أن يدخل كل الموحدين الجنة، إما أولا، وإما ثانيا، بعد تعذيب أصحاب الكبائر الذين ماتوا مصرين عليها، وقيل: لا يدخلها مع المتقين أول وهلة. انتهى. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات