السؤال
ما حكم استخدام شاعر مسلم للخمر في قصائده، أو تشبيهه محبوبته بالإله؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كان المقصود استخدام الخمر على سبيل الوصف، والإغراء بها، فهو محرم؛ كما بينا في الفتوى رقم: 266962.
وأما إن كان المقصود تشبيه بعض المنكرات بها، فلا بأس به، وقد استعمل ذلك العلماء؛ قال ابن القيم في عدة الصابرين: والسكر بحب الدنيا أعظم من السكر بشرب الخمر بكثير، وصاحب هذا السكر لا يفيق منه، إلا في ظلمة اللحد، ولو انكشف عنه غطاؤه في الدنيا لعلم ما كان فيه من السكر، وأنه أشد من سكر الخمر، والدنيا تسحر العقول أعظم سحر؛ قال الإمام أحمد: حدثنا سيار، حدثنا جعفر، قال: سمعت مالك بن دينار يقول: اتقوا السحارة، اتقوا السحارة؛ فإنها تسحر قلوب العلماء. وقال يحيى بن معاذ الرازي: الدنيا خمر الشيطان، من سكر منها، فلا يفيق إلا في عسكر الموتى نادما بين الخاسرين. انتهى.
وأما تشبيه محبوبته بالإله: فمنكر عظيم، وسوء أدب مع الله، ويخشى أن يقول يوم القيامة: تالله إن كنا لفي ضلال مبين * إذ نسويكم برب العالمين {الشعراء:97-98}، وانظري الفتوى رقم: 153405.
والله أعلم.