السؤال
سؤالي عن الحياة الزوجية، وهو سؤال عن كلمة أحس أنها تقربني من امرأتي وهي كلمة: بعبدك يا امرأتي ـ وأنا أقولها ليس بنية الشرك بالله سبحانه وتعالى، ولكن لأخذ معان جميلة مثل الحب لها والحاجة لحنانها، فهل يجوز هذا أم لا؟ وشكراً لردكم، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن قول الرجل لزوجته أعبدك، أو أناعبدك ونحو ذلك مما منع منه الشرع ولو كان يقصد بهذه الألفاظ إظهار محبته لها، فمثل هذه الألفاظ لا تليق بغير الله تعالى، فقد نهى الشرع السيد أن يقول لمملوكه عبدي، ففي البخاري ومسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: ولا يقل أحدكم عبدي, أمتي، وليقل فتاي وغلامي.
قال النووي: لأن حقيقة العبودية إنما يستحقها الله تعالى، ولأن فيها تعظيما بما لا يليق بالمخلوق استعماله لنفسه وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم العلة في ذلك فقال: كلكم عبيد الله ـ فنهى عن التطاول في اللفظ كما نهى عن التطاول في الأفعال.
وإذا كان الزوج يريد أن يظهر محبته لزوجته وحاجته إليها ففي اللغة كلمات كثيرة لا محذور فيها، وننبه إلى المبالغة في الحب أمر غير محمود, فقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك بقوله: أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما، وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما. رواه الترمذي وصححه الألباني.
وللفائدة انظر الفتوى رقم: 73600.
والله أعلم.