السؤال
انتشرت في هذه الفترة مشاهدات بنسبة عالية لأصحاب قنوات اليوتيوب لما فيها من التنافس بالمشتركين والمشاهدات، ولا تخلو مقاطعهم من الموسيقى أو النساء.
هل تكتب سيئة لكل مشاهدة؟ وهل الذين يشتركون في القناة يكتسبون سيئات كل من شاهد القناة والفيديوهات؟
أرجو الإجابة والتوجيه لهذا الأمر الخطير.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن مشاهدة المقاطع التي تشمل على محرمات على موقع (يوتيوب) فيها إعانة على نشرها، وكذلك الاشتراك في القنوات التي تنشر تلك المقاطع؛ لأن في المشاهدة والاشتراك ترويجا لتلك المقاطع والقنوات بزيادة عدد المشاهدات وعدد المشتركين، فللمشاهد والمشترك كفل من الإثم بإعانته على نشر المقاطع المشتملة على محرمات، كما سبق في الفتوى رقم: 217132، والفتوى رقم: 265357.
والواجب على المسلم اجتناب مشاهدة المقاطع التي تشمل على محرمات، وألا يشترك في القنوات التي تنشرها، لئلا يعين على نشر المحرم، فإن من الأمور المقررة في الشرع أن الإعانة على معصية الله محرمة، لقوله تعالى: ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب {المائدة:2}. وقد جاءت أدلة كثيرة تبين أن لمن أعان على المعصية إثما كما أن لفاعلها إثما؛ ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "من دعا إلى هدى، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن دعا إلى ضلالة، كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا".
وفي صحيح مسلم عن جرير بن عبد الله أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: من سن في الإسلام سنة حسنة، فعمل بها بعده، كتب له مثل أجر من عمل بها، ولا ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة، فعمل بها بعده، كتب عليه مثل وزر من عمل بها، ولا ينقص من أوزارهم شيء.
وعن جابر قال: لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- آكل الربا، ومؤكله، وكاتبه، وشاهديه، وقال: هم سواء. أخرجه مسلم.
وعن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لعن الله الخمر، وشاربها، وساقيها، وبائعها، ومبتاعها، وعاصرها، ومعتصرها، وحاملها، والمحمولة إليه. أخرجه أبو داود، وصححه الألباني.
والله أعلم.