شرح حديث: خط النبي صلى الله عليه وسلم خطًّا مربعًا..

0 236

السؤال

وضحوا لنا حديث ابن مسعود قال: خط النبي صلى الله عليه وسلم خطا مربعا، وخط خطا في الوسط خارجا منه، وخط خطوطا صغارا إلى هذا الذي في الوسط، فقال: هذا الإنسان، وهذا أجله ـ فما معنى هذه الخطوط؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد شرح القاري في المرقاة الحديث، وبينه بيانا جيدا، فقال: قال: خط النبي صلى الله عليه وسلم خطا مربعا ـ الظاهر أنه كان بيده المباركة على الأرض، قال الطيبي -رحمه الله-: المراد بالخط الرسم والشكل، وخط ـ أي: خطا، كما في نسخة مصححة، والمعنى وخط خطا آخر في الوسط، أي: وسط التربيع خارجا منه ـ أي: حال كون الخط خارجا من أحد طرفي المربع، وخط خططا بضم الخاء المعجمة والطاء الأولى للأكثر، وجوز فتح الطاء أي: خطوطا صغارا، جمع صغيرة إلى هذا، أي: متوجهة ومائلة ومنتهية إلى هذا الخط الذي في الوسط، من جانبه الذي في الوسط ـ أي: من جانبيه اللذين في الوسط، فالمراد بالمفرد الجنس، فقال: هذا الإنسان ـ أي: الخط الوسط، كذا قاله شارح، والظاهر أن المراد بهذا مركز الدائرة المربعة، وإن كان ليس له صورة مستقلة في الخط الظاهري، أو المراد بهذا مجموع التصوير، المعلوم خطا المفهوم ذهنا، فإن الإنسان مع ما فيه من الأمل العوارض المنتهية إلى الأجل المشار إليه بهذا، فالتقدير أن هذا الخط المصور مجموعة هو الإنسان، وهذا ـ أي: الخط المربع: أجله ـ أي: مدة أجله، ومدة عمره، محيط به ـ أي: من كل جوانبه، بحيث لا يمكنه الخروج والفرار منه، وهذا الذي هو خارج ـ أي: من المربع: أمله ـ أي: مرجوه، ومأمور له الذي يظن أنه يدركه قبل حلول أجله، وهذا خطأ منه؛ لأن أمله طويل لا يفرغ منه وأجله أقرب إليه منه، وهذه الخطط ـ أي: الخطوط: الصغار الأعراض ـ أي الآفات، والعاهات، والبليات من المرض والجوع والعطش وغيرها مما يعرض للإنسان، وهو جمع عرض بالتحريك: فإن أخطأه هذا ـ أي: أحد الأعراض: نهسه ـ بسين مهملة، وقيل: بمعجمة أي: أصابه وعضه هذا ـ أي: عرض آخر، وعبر عن الإصابة بالنهس، وهو لدغ ذات السم مبالغة في المضرة، وإن أخطأه هذا ـ أي: عرض آخر: نهسه هذا ـ أي: عرض آخر، وهلم جرا إلى انقضاء الأجل، وعدم انتهاء الأمل، وصورة الخط هذه عند بعضهم... انتهى.

ويمكنك مشاهدة رسم مبين للحديث على الرابط التالي:

 http://www.kalemtayeb.com/index.php/kalem/safahat/item/17111

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات