السؤال
أنا عاقد عقدا شرعيا ودفعت المهر تقريبا منذ سنتين، لكن أنا بكندا، وخطيبتي بالعراق، وصار عقد القران عن طريق الكفالة، أخي كفلني، وحدثت مشكلة بيني وبين زوجتي، وأنا صرت عصبيا، وهي كذلك صارت عصبية، ودخل الشيطان بيننا، وطلبت هي الطلاق مني، وأنا طلقتها في لحظة ثورة غضب شديد، وبعد أقل من دقيقة تعوذت من الشيطان، وصحت على نفسي: ما الذي فعلته؟! واستغفرت ربي، واتصلت عليها مباشرة، وقلت لها: أرجعتك على ذمتي. وهي وافقت. مع العلم أني وهي نتكلم لساعات يوميا، وبمفردنا وباب الغرفة مغلق عليها، وباب غرفتي مغلق علي. فهل هذا الشيء صحيح؟ وهل عادت زوجتي؟
والله ما أحسست بشيء يوما تجاهها إلا أنها زوجتي، وهي لا تحس بشيء تجاهي إلا أنني زوجها.
أتمنى المساعدة -جزاكم الله خيرا-.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كنت تلفظت بطلاق امرأتك مغلوبا على عقلك غير مدرك لما تقول، فطلاقك غير نافذ في هذه الحال، أما إذا كنت تلفظت بالطلاق مدركا غير مغلوب على عقلك، فقد وقع طلاقك ولو كان وقت الغضب الشديد؛ قال الرحيباني الحنبلي -رحمه الله-: "ويقع الطلاق ممن غضب ولم يزل عقله بالكلية؛ لأنه مكلف في حال غضبه بما يصدر منه؛ من كفر، وقتل نفس، وأخذ مال بغير حق، وطلاق، وغير ذلك". مطالب أولي النهى في شرح غاية المنتهى (5/ 322).
وحيث وقع طلاقك فهو بائن لا تملك فيه الرجعة إلا بعقد جديد؛ لأنك لم تدخل بزوجتك، ولم تخل بها خلوة صحيحة، وما حصل بينكما من الاتصال من خلال الهاتف أو الإنترنت فليس له حكم الخلوة، وراجع الفتوى رقم: 272953.
والله أعلم.