السؤال
حياكم الله وبياكم، وجعل كل هذه الجهود القيمة في ميزان حسناتكم.
سؤالي هو: ما الراجح من أقوال العلماء في حكم قراءة القرآن الكريم جماعة قصد التعلم وتثبيت الحفظ؟ مع العلم أن الإمام مالك، والشيخ/ الألباني، والشيخ/ تقي الهلالي -رحمهم الله-، والشيخ الفوزان -حفظه الله ورعاه-؛ أفتوا بعدم الجواز.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد اختلف العلماء في حكم قراءة القرآن الكريم جماعة بصوت واحد، وقد سبق بيان أقوالهم في الفتوى رقم: 27933 مع بيان ما ينبغي الأخذ به منها.
وإذا كانت القراءة الجماعية بقصد التعلم وتثبيت الحفظ ونحو هذا، ولم يكن فيها ما يخل بصحة وآداب التلاوة: فلا بأس بها، وهذا ما أفتى به غير واحد من أهل العلم، وبعضهم ممن ذكرت.
قال الشيخ/ ابن باز: ذكر العلماء أن هذا يعفى عنه مع الصبيان الصغار المتعلمين عن طريق التعليم حتى يستقيم لسانهم جميعا. وكذلك المتعلمون في المدارس إذا رأى الأستاذ أن يتكلموا جميعا حتى يعتدل الصوت، وحتى تستقيم التلاوة من الصبيان الصغار في باب التعلم، فهذا نرجو ألا يكون فيه حرج؛ لما فيه من العناية بالتعليم، والحرص على استقامة الأصوات، وحسن الأداء. اهـ.
وقال الشيخ/ ابن عثيمين: إذا كان الجماعة يقرؤون القرآن بصوت واحد من أجل الاستعانة على الحفظ، لا من أجل التعبد بذلك: فلا بأس، بشرط أن لا يحصل منهم تشويش على المصلين. اهـ.
ويقول الشيخ/ صالح الفوزان: قراءة القرآن بصوت واحد للتعليم -المدرس يلقي الآية على الطلبة فيقرؤونها، يتابعونه- لا بأس بهذا؛ لأن هذا للتعليم. اهـ. من جواب صوتي له منشور في موقع (يوتيوب).
وانظر الفتوى رقم: 76305.
والله أعلم.