موقف الابن من أمه التي تفضل إخوته عليه

0 261

السؤال

لو سمحت أريد أن أعرف هل في الدين أعني القرآن والسنة دليل على حق الأبناء على الآباء، وما هو هذا الحق غير اختيار الأم وتعليم الدين وحسن اختيار الاسم والعدل بينهم؟ وهل لو أن الأم تفرق جدا بين أولادها هل علي الابن المتضرر من التفرقة نفس الحقوق العادية؟ هو في الغالب أن هذا فقط صعب في الأبناء من كثرة الظلم الذي رأوه ومن شدة قسوة الأم وعدم قبولها النقاش حتى ولا المواجهة بأخطائها، فيكونون غير عارفين أصلا كيف يتعاملون مع هذه الأم، ولا يعرفون كيف يرضونها وهم أنفسهم يتناقشون معها من أجل أن يصفوا لها لكن هي لا تقبل هذا النقاش إلا بالصوت العالي، حينئذ الابن المتضرر والذي يريد أن يراعي الله فقط فيها ماذا يعمل؟ هو وصل إلى أنه يعاملها بشكل عادي وباقتصار شديد، لكن هي تقول له أنت تكرهني وأنا أحس بكذا وبصراحة إحساسها في محله؛ لأنه مقتنع جدا أنها فقط تكرهه والدليل التفرقة الرهيبة التي تعملها بينه وبين إخوته، هو تعبان من هذا الإحساس، وهي لا تعطي فرصة للعتاب والصلح أخيرا تقول له أنا قلبي أبيض وأحبك ولكن نظف من داخلك وتعال، طيب ما هو طبيعي أن المظلوم هو الموجع وليس الظالم، وهى رافضة أي حوار ما هو الحل؟ أرجوكم.

الإجابــة

 الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فلا ريب في أن للأبناء حقوقا على الآباء كما أن للآباء حقوقا على الأبناء، وسبق أن أوضحنا شيئا من هذه الحقوق في الفتوى رقم: 23307، ولم تذكري لنا الشيء الذي تفرق فيه هذه الأم بين أولادها، فإنها يجب عليها التسوية بينهم في العطية على الراجح من أقوال الفقهاء، وقد بيناه في الفتوى رقم: 231064، فإن فضلت بعضا منهم لغير موجب شرعي فقد أتت منكرا، ويستحب أن تعدل بينهم فيما سوى ذلك حتى الأمور العاطفية، قال ابن قدامة في المغني: ولا خلاف بين أهل العلم في استحباب التسوية وكراهة التفضيل، قال إبراهيم: كانوا يستحبون أن يسووا بينهم حتى في القبل. اهـ.

 وعلى كل تقدير يجب على ولدها برها والإحسان إليها أحسنت إليه أم أساءت، وانظري الفتوى رقم: 299887، وقد أوضحنا فيها أنه لا حرج على الولد في الكره القلبي لبعض التصرفات الخاطئة للوالد، ولكن يجب أن يكون على حذر من أن يعقه ويسيء إليه بأدنى إساءة، وراجعي الفتوى رقم: 11649.

 ووصيتنا لهذا الولد أن يصبر على أمه، ففي الصبر العاقبة الحميدة في الدنيا والآخرة، ونوصيه أيضا بالدعاء أن يصلح الله تعالى ما بينه وبين أمه، ويلهمها رشدها ويكسبه رضاها، وإذا اقتضى الأمر الاستعانة ببعض المقربين إليها فليفعل، ولا يكثر الأولاد من الجدال معها إن كان لا تترتب عليه مصلحة، ولا سيما إذا كانت لا تقبل الجدال كما ذكر. 

وفي الختام ننبه إلى أن الغالب في الأم شفقتها على أولادها وعطفها عليهم وحرصها على مصلحة كل واحد منهم، ومن هنا ينبغي للولد أن يلتمس أسباب تغير أمه تجاهه، فقد يكون لتقصير منه أو عقوق أو فعل صدر منه أساءت فهمه، أو كلام نقل إليها خطأ فيعالج كل سبب بما يناسبه. 

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة