السؤال
قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله وملائكته وأهل السموات والأرضين، حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت؛ ليصلون على معلم الناس الخير). هذا الحديث هل يدخل في معناه من ينقل المواضيع العلمية في المنتديات ينسخها ويلصقها في المنتديات؟ هل يدخل فاعل ذلك في الحديث أيضا أم لا يدخل في معناه؛ لأنه ليس من العلماء، وهو مجرد ناقل؟ وهل يشمله الأجر المذكور في الحديث أم لا؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنقول في البداءة: إن نشر المواضيع العلمية الشرعية في المنتديات ونحوها من الأعمال الصالحة المبرورة المشكورة، كما سبق في الفتوى رقم: 248617، والفتوى رقم: 186225.
وأما بخصوص الحديث الذي ذكرته، وهل يشمل نقل المواضيع العلمية في المنتديات أم لا؟ فلم نقف على كلام للعلماء في ذلك، لكن ظواهر بعض الروايات الأخرى قد يفهم منها أن هذا الحديث مختص بالعالم، كما في حديث أبي الدرداء مرفوعا: وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء. وصححه ابن حبان.
قال ابن رجب في شرحه لهذا الحديث: قوله -صلى الله عليه وسلم-: "وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض، حتى الحيتان في جوف الماء".
قد أخبر الله في كتابه باستغفار ملائكة السماء للمؤمنين عموما بقوله تعالى: {الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا}، وقوله تعالى: {والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض}. فهذا للمؤمنين عموما.
فأما العلماء: فيستغفر لهم أهل السماء وأهل الأرض حتى الحيتان في البحر.
وخرج الترمذي من حديث أبي أمامة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: إن الله وملائكته وأهل السموات والأرضين، حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت في البحر؛ ليصلون على معلمي الناس الخير. وصححه الترمذي.
وخرج الطبراني من حديث جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "معلم الناس الخير يستغفر له كل شيء حتى الحيتان في البحر".
ويروى من حديث البراء بن عازب، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "العلماء ورثة الأنبياء، يحبهم أهل السماء، وتستغفر لهم الحيتان في البحر إذا ماتوا إلى يوم القيامة".
وورد الاستغفار أيضا لطالب العلم؛ ففي "مسند الإمام أحمد" عن قبيصة بن المخارق قال: "أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ما جاء بك؟ قلت: كبر سني، ورق عظمي، وأتيتك لتعلمني ما ينفعني الله به". قال: "يا قبيصة، ما مررت بحجر ولا شجر ولا مدر إلا استغفر لك".
والله أعلم.